عزلة مأهولة

عزلة مأهولة

 

أ"

علامتان للنصرِ

نحَتتهما شجرةٌ جرداء على ضفاف المقبرة

نصرٌ يلوي أعناقها في فضاءِ المتاعبِ

نصرٌ مهزومٌ

هنا تكلّمَ الموتُ و القبرُ مفتوحٌ

....الدّخانُ الأبيضُ لسيجارة "الكريسطالْ" كفّنَ صوتَ النَّصرِ

عقدنا مسارنا المحتومْ

نصرُ مهزومٌ

هنا تكلّمَ القبرُ و الموتُ مفتوح

 

ب"

 

عصافيرٌ "الدّوري" على بابِ المقبرةِ تستمتعُ بشمسِ الأصيلِ

تُرى ماذا رأتْ؟

إنّها ترمقني من خلفِ القضبانِ

كما لو أنّني أقاسمها معزوفة " اللّوتس"

أغمسُ مُخيّلتي من طبقِ القبرِ لأطعمها رثاءَ الخنساءِ

......

حينَ عبرنا دخان العرباتِ القديمة رقصتْ معي الفلامنكو 

ثمَّ طارت إلى حيثُ لا تُرى

 

ج"

 

يوسفُ يرعى الفراغَ

بينَ أعشابٍ بريّةٍ كانَ الكائنُ يرتزقُ من أشواكِ اللّهِ جرعةً من نباتِ " التّيفافْ"...

بداخلنا جوعٌ إلى نيرانٍ راقصة  و رمادٍ فاضلٍ من مأدبةِ الذّاكرة.

.....يوسفٌ قامةٌ مُبلّلةٌ بالصّمتِ و سطَ غسيلٍ حيٍّ

لا ينتظرُ أحدا

ينتظرُ الفراغْ .

 

د"

 

في سلّة الحدقة التّي كسحت ظلال الصّمتِ

سيّدتانِ عاهرتانِ أرملتانٍ قديمتان

كانتا تتكآن على مجازاتٍ طينيّةٍ من صنعِ القُحبِ.

عنِ الموتِ يا تُرى ؟ أم عن الحبِّ  كانتا تتناجيانِ؟

الحدقةُ بسلّتها المنطاديّة غارت في آخرِ زقاقِ العينِ.

 

ه"

سأصنعُ خيطًا في أغنيةٍ قديمةٍ

من جلستنا المعتادة أمامَ أحجارِ "السُّتَّارهْ"

من ذاكرةٍ تترسّبُ في مواويلِ "قازهْ"

من آونةٍ مخدوشةٍ في حنجرةِ "وَصُوفْ"

من عراكِ الظلِّ معَ خبايا نارٍ مجوسيّةِ التكوينِ أغوتني بسردها الفاضحِ و مرآتها المثقوبةِ

من بصمةٍ على جبينِ اليومِ الضّائعِ في المسافاتِ

أصنعُ خيطًا يتيمًا بصولفاجٍ فقيرِ و أصواتٍ أبرياءْ .

 

و"

لم نكن ننتظرهُ. الصدفةُ رمتهُ على أعتابنا

الوجهُ أزرقُ و اليدان تمتدّان من جيب "الغُورِلاّ"

تتناولان سيجارة " بوول شاوول" بكلّ ثقة الشِّعر المنسيّة

لم نكن ننتظرهُ. جاء من الرّيح

ليعرّف لنا ما معنى sdf

ما معنى أن ينتبذ المرءُ نخلةََ مريمْ

لم أكن أنتظرهم. موسيقى "بوبْ" رمتهم على أعتابي

ليقدّموا لي قرابين الفجأة متسلّقين طريقهم إلى البحر

..............الضّحكات الهزلى دوّنت خرير الدّمع المتسلقِ  أعتاب الورقهْ.............................................


تعليقات