كتاب عن وديع فلسطين في المجلة العربية

كتاب عن وديع فلسطين في المجلة العربية
استقبلتنا القاهرة ليلا ..تذكرت محمد أيت ميهوب الذي قال ان القاهرة لا تنام ليلا  فكان ذلك عزائي رغم التعب الذي أخذ مني ماخذا اذ هل يعقل أن انام وانا في القاهرة؟ الم يكفني مانمت طول حياتي؟ علي ان اجعل يوم ضعف يوم بقية خلق الله
ساختلس من ساعات النهار ماامكنني الاختلاس حتى اتشبع بالقاهرة واروي عطشي منها انها مدينة طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ومحمد عبد الوهاب وام كلثوم وعبد  الباسط عبد الصمد وأحمد فؤاد نجم وخيري شلبي ونجوم السينما أنها العاصمة الوحيدة في الوطن العربي كما قال السادات
هل انام؟
نصحنا عبد الكريم الخالقي بنزل بائس لم نكتشف بؤسه الا بعد ان قضينا فيه ليلتنا الليلاء حيث فعل بنا البق مافعل ونهش من جلودنا مانهش بلا رأفة اوشفقة وكأن له معنا ثار؟
انتقلنا صباحا إلى قراند اوتيل
كان اول مافعلت اتصلت بالكاتب الكبير وديع فلسطين فقد كان على علم بوجودي في القاهرة وظننت ذلك بسبب الأستاذ أبو القاسم محمد كرو رحمه الله  ولكن تبين لي فيما بعد ان المحاضرة التي قدمتها في العريش ضمن ندوة اتحاد الأدباء والكتاب العرب قد علقت عليها الصحافة المصرية وطالع هو تلك التعليقات واقتطعها من الصحف في شكل قصاصات ليقدمها لي هدية في اول لقاء لنا
تواعدنا على اللقاء ومما اظنه لا يعرف مكان قراند اوتيل فقلت له انه بالقرب من دار القضاء العالي فضحك وقال لا تجهد نفسك أعرف المكان جيدا فقط حدد الساعة التي يجب أن نلتقي فيها
قلت الرابعة مساء ان امكن
قال اتفقنا
عند اقتراب الموعد خرجت من غرفتي قبيل ربع ساعة قاصدا مقهى قبالة النزل فالتفت أثناء خروجي لأرى وديع فلسطين ممسكا بعصاه ينتظرني
هرعت إليه مسلما بحرارة وكأني أعرفه منذ زمن بعيد ...هكذا نحن...سألته عن صحته وكنت اتملى صفحة وجهه البشوش الأسمر واجهد  نفسي في الانصات إلى كلماته التي ينبس بها وكأنه يتكلم ليسمع نفسه فقط صوته خافت وكلماته سريعة وجمله قصيرة ورغم ضيق عينيه فإن بريقهما يشدانك اليهما وفيهما التماع وصفاء
طفق يحدثني عن مؤتمر الأدباء والكتاب العرب وعن رئيسه محمد سلماوي وعن بعض المشاركين وسالني ان كنت قد ذهبت مع الوفد إلى معبر رفح لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء
فقلت لقد قرأت الفاتحة في النزل لاعتقادي ان الله موجود في كل مكان فضحك وضحكت
سألته عن لقبه هل انت من أصول فلسطينية؟
أجاب بل انا مصري ولقبي سبب لي عديد المشاكل في مصر وخارجها وروى لي حكاية وجدتها في الكتيب الذي صدر في المجلة العربية
توهم الناس بأنني لا بد أن اكون مستوردا من الخارج حتى سألني واحد منهم وكنت نحيل الجسم: هل انت من بيت لحم؟ فقلت له: كلا ؛ فأنا من بيت عظم
يتبع

تعليقات