صنم


علامات                          بقلم رياض المرزوقي
**************************************************** 
( العلامات روح الطريق )

*********************
27 - صنم                            ( بكلتا يديّ سحقت الصنم ) ر.م

لا أذكر متى بدأت في نظم الشعر , ولكنني أذكر جيّدا ما كنت أقوم به يوميا , ومنذ
الطفولة , من تغيير كلمات الأغاني , وهي لعبة أتقنتها , وأدمنت عليها . وأذكر
أيضا جلوسي على مدرج منزلنا في ( بنعروس ) وفي يدي ورقة أكتب فيها
ما يشبه النظم , وأشطب , وأكتب من جديد , طيلة ساعات . كان عمري آنذاك في حدود
الخامسة عشر .
وأول نظم " كلاسيكي " أنجزته في قسم الباكلوريا قصيدة مطلعها
( البحر حبّيَ والأمواج أشواقه        والحسن ربّيَ والأقدار أحداقه )
ولعلّها أولى قصائدي السليمة عروضيا .
ولما التحقت بالجامعة لم يكن في قلبي أمنية أكثر من نشر قصائدي . فتشجعت
وكاتبت مجلة ( الفكر ) , ولم أكن أتصوّر أن ينشر نصّي , لكن القصيدة نشرت
وكانت فاتحة مسيرة طويلة مع هذه المجلة دامت قرابة العشرين سنة .
إن قصيدة ( صنم ) هي أوّل ذكرياتي الجميلة مع شعري المنشور . واليوم ,


أقرأ القصاصات التي جمعتها من مختلف المجلات والصحف التي نشرت فيها , وهي
مئات , لكن أجملها , وأقربها إلى نفسي يبقى ( الصنم ) .
لقد نقدت , وانتقدت , وأشاح الكثير من جامعي المختارات , ونقاد الشعر وجوههم
عني . وقال بعضهم إني شاعر " نيو - كلاسيك " , وقال غيره إن ما أكتبه مجرّد
" نظم " , وعاب عليّ آخرون توجهي إلى الغزل .
لكني أبقى معتزا بشهادات أسرة الفكر , ومدينا لهذه المجلة التي لولاها ما كنت
أستمرّ في كتابة الشعر إلى اليوم .
















تعليقات