تهاتفنا منذ ايام على الامل الالتقاء للتحاور حول ايام قرطاج للفنون التشكيلية
قال لي : لن اعطي تصريحا قبل ان افهم حدود الوزارة وامكانياتها ودوري وماالمطلوب مني؟
اخيرا قررنا الالتقاء صباح يوم الثلاثاء 12 سبتمبر 2017 في القهوة العالية بسيدي بوسعيد
الحق اني انا اخترت المكان لاني اعرف ان نجا يحبه بل يحب طاولة بول كلي المطلة على بهرة الضوء فلقد تلاقينا منذ سنتين في المكان نفسه عندما اهداني كتابه مع الشاعرة كوثر تليش
ظننت ان نجا لايزال محبا لتلك الجلسة وفي ذلك المكان على وجه التحديد ونظرا لاني اعرف دقة مواعيده حرصت على ان اسبقه الى هناك
كانت الساعة العاشرة صباحا فرأيته يقبل علي مشرئبا برأسه يتطلع الى مكان جلستنا فوجدني في انتظاره فكانت كالمصافحة الاولى مصافحة عمودية من الأسفل الى الفوق
اقبل نجا حاملا كتابه الضخم الذي يزيد وزنه عن الكيلوغرامات الثلاثة بورق صقيل وغلاف وثير والوان متعددة تحمل بصمته الابداعية الحروفية
الكتاب حدثني عنه شربل داغر عندما التقيته في مجالس الحمامات وكنت اعرف انني لن أتمكن من الحصول على نسخة اذا لم يهديهه إلي اذ سعره لن يكون اقل من وزنه
فرحت بالهدية المفاجأة لاني ماكنت اطلب منه نسخة لو لم يتكرم علي بها عملا بذلك المثل اذا أردت ان تطاع فامر بما يستطاع
لم يعلق نجا على ماكتبه الفنان التشكيلي الكبير فتحي الزبيدي ولم يشأ الدخول في الموضوع اصلا بل قال لي ان الناصر بالشيخ طلب منه الدخول فيها فابى واعرض
وقال لي انه يرفض الدخول في المهاترات وانه لايسعى الى ان يكون مسؤولا عن أيام قرطاج للفنون التشكيلية بل كلف بها وهو مستعد للعمل مع من يريد ان يعمل للاضافة وتقديم شيء الى تونس
حدثني عن مشروعه وتصوراته كيف يجب ان تكون الأيام؟ وماجدواها؟ وهل نحن في حاجة اليها؟ ...الخ
قلت له ان هناك من يشكك في كونك رهينة منصف المساكني وكمال لزعر فضحك ونظر إلي كمن يكتشف ملامحي لاول مرة
قلت له هناك من يقول ان لك علاقات بإسرائيل فضحك مرة اخرى وقال هل من مزيد؟
قلت له الكثير فاجابني بالكثير لينتهي به القول ان تونس في حاجة الى الخلص من أبنائها وان هذه المهاترات لن تنفع البلاد والعباد
في نهاية الجلسة قال مشيرا باصبعه الى دار مجاورة الى القهوة العالية
يامحمد تلك الدار هي دار عمي وامي جاءها المخاض هناك فبل ان تلدني فرفضت ان تلدني هنا واثرت ان تعود الى الربط لاننا اولاد ربط
نسيت ان اقول ان نجا طلب قهوة عربي فيما طلبت فنجانا من الشاي غير انه اضطر الى طلب قهوة ثانية لانه في معرض حديثه اطاح بفنجانه الاول فضحكنا وقلنا ان ذلك علامة خير وبركة
تعليقات
إرسال تعليق