كتاب جديد للقيادي النهضاوي عبد الحميد الجلاصي1

عن دار سوتيميديا صدر الجزء الثالث من حصاد الغياب للقيادي النهضاوي عبد الحميد الجلاصي بعنوان : السرقة اللذيذة : قراءات مهربة حول التجربة السجنية للاسلاميين تونس 1991/2002
الجزء الاول وسمه ب: اليد الصغيرة لا تكذب
الجزء الثاني وسمه ب: الشهداء يكتبون الدستور
الجزء الثالث وهو الذي نحن بصدد تقديمه ويتالف من 140 صفحة
قسمه تلى سبعة ابواب لانها في الاصل سبع رسائل تمكن من تهريبها لفضح واقع السجون التونسية في عهد الرئيس السابق بن علي لذلك طغى على هذه الرسائل الطابع السردي التحليلي وغاب فيها كل ماهو انساني حميمي
فلا وجود لدال على ان كاتبها توجه بها الى زوجته الا من خلال اشارات نصية كالعتبات تعترضك في البداية عندما يقول لها : زوجتي العزيزة
يحسن ان نطلق على هذه الرسائل صفة التقارير التي تقدم لنا حيوانا سياسيا لا انسانا يتالم ويحس ويحلم ويحب ويكره فالسجون او المعتقلات لم تفتق الانساني في هذا النوع من المساجين بل خلقت منهم كائنات  صلبة تعتبر الالم والتعبير عنه هزيمة وضعفا ؟
يقول :
من خلال سلوك المعاقبين كنا من خلف الابواب نعرف الاخوة من غيرهم مساجين الحق العام كان يتعالى صراخهم من الصفعة الاولى كما تتعالى اصواتهم للاستغاثة والتوسل اما مساجين النهضة فكانوا يصرون على عدم الصراخ مهما كانت حدة الضرب :  الفلقة ، الهراوات ، احيانا تصبح حصة التعذيب نوعا من الرهان...الخ ( ص 43 )
طبعا هنا يريد الكاتب ان يظهر الجانب النضالي والبطولي ولكنه سقط من حيث لا يعلم في تجريد الاسلاميين من الجانب الانساني اذ من غير المعقول الا يصرخ الانسان وهو تحت التعذيب والا يرد الجسم الفعل فنحن لسنا امام انسان ولا حتى حيوان لان الحيوان يرد الفعل ويصدر اصوات
لقد كان بامكان هذه الرسائل او التقارير ان تسفر عن وجه انساني حميمي وعن روح كاتب او مثقف ولكنها اسفرت عن شخصيات مرضية لا يمكن الا ان تكون مهيأة للدراسة النفسية
لنا عودة

تعليقات