العاشوري يكسب الرهان في مولد النسيان 2

قلت ان معز العاشوري كسب الرهان وحقق حلمه في انجاز مسرحية مولد النسيان رغم العراقيل والصعوبات واستطاع ان يجعل محمود طرشونة شريكا في العمل حيث كلف بالاستشارة وحقق ماعجز محمد ادريس من تحقيقه
لكن هل نجح معز العاشوري؟  ذلك هو السؤال
مامن شك ان كل نجاح هو نجاح نسبي لكن هذا لا يجعلنا نسكت عن التقييم الذي قد ينتفع منه المخرج
اول هذه الملاحظات التي اود ان ابديها تتصل باللغة
المسرحية باللغة العربية وبلغة المسعدي تحديدا وهو لغة فيها الكثير من التقعر والتحذلق الى درجة يمكن اعتبار اللغة في كتابات المسعدي هي البطل الحقيقي فلا غيلان ولا ابو هريرة ولا مدين هم الابطال بل اللغة هي البطل لان كتابات المسعدي تحتفي باللغة احتفاء مبالغا فيه
كل هذا يجعل مسرحة لغة المسعدي مجازفة خطيرة بقدر ماتسعف مستعملها فانها توقعه في مطبات خطيرة التي نعتقد ان معز العاشوري وقع فيها اذ هناك اخطاء لغوية على مستوى اعراب الكلمات وتوزعت الاخطاء لدى اغلب الممثلين ؟ فضلا عن اكل بعض الحروف واعطاء الكلمات حقها في النطق الجيد لان المسعدي قال : ماوضعت كلمة في كتاباتي الا واحتجت الرجوع الى القواميس وبالتالي يستوجب التوقف عند الكلمات وحسن نطقها
الاخطاء تعود ربما الى الارهاق الذي أصاب الممثلين وطول النص وكثرة الحفظ
المسالة الثانية ان معز العاشوري اختار ان يستغل كامل نص مولد النسيان تقريبا وهو نص ثقيل وطويل ومرهق وكان احرى به التخفيف رافة بالممثل وبالمتفرج اذ الممثل الذي يتلو النص تعب والسامع من المتفرجين تعب هو الاخر لان جمل وعبارات المسعدي لا يمكن ان تمر بسرعة خاطفة بل بروية لان الجملة تلخص الموقف وتختزل الحكاية لذلك حبذت لو انتقى من مولد النسيان بعض الفصول واكتفى بالخطوط الكبرة للنص الذي رمى من خلاله صاحبه الى الصراع مع الزمن ومحاولة قتل الموت لتجسيد ارادة الخلود فالفكرة واضحة
بطل مولد النسيان لا يختلف مع بطل السد او بطل حدث ابو هريرة قال ..انه البطل الذي يصارع قوة خارقة فيكون صراعا غير متكافىء عادة ماينتهي بهزيمة البطل لتجسيد فكرة المأساة وبذلك فان بطل المسعدي هو بطل اشكالي بالضرورة
لنا عودة

تعليقات