كتاب جديد للقيادي النهضاوي عبد الحميد الجلاصي2

نواصل تقديم الكتاب الجديد الصادر عن دار سوتيميديا  للقيادي النهضاوي عبد الحميد الجلاصي الموسوم ب : السرقة اللذيذة قراءة مهربة حول التجربة السجنية للاسلاميين تونس 1991 -2002
وقلنا ان هذا الكتاب لايرقى الى مستوى الادب بل هو مجموعة من التقارير عن وضعية السجن والسجناء الاسلاميين في عهد بن علي
والحق ان صاحبها تفطن الى ذلك عندما قال في الصفحة 49 مايلي
"كثيرا مانتحدث ونتحسر عن غياب الكتابات الابداعية التي يمكن ان تسجل وتخلد العشرية الماضية بكل مافيها ولكن هذا التحسر لم يتحول الى جهد ايجابي فلم يتناول الا قليل قلمه ليسجل ماتوفره الذاكرة او يبدعه الخيال . هناك محاولات قليلة تتمثل في قصائد ابدعها اصحابها في بداية التسعينات ثم نضب خيالهم بعد ذلك ومسودات روايات 3او 4 لا ادري مدى حرفيتها . وهناك مشاريع كثيرة مؤجلة للمستقبل . ولكني لا أثق في كثير منها فما اظن انشغالات الحياة تسمح لاصحابها بتنفيذها  هذا اذا اقررنا لهم بالكفاءة المناسبة لذلك وما اظن هذا التسويف الا هروبا من معاناة المحاولة  ( وماابرىء نفسي ...) "
انتهى كلامه
فعلا لم يرتق هذا الكتاب الى مستوى الادب ولكنه وثيقة تاريخية مهمة وبين السطور واثناء الاعترافات يمكن ان تفهم العقد النفسية لحكامنا الجدد فعبد الحميد الجلاصي القيادي النهضاوي البارز يسفر لنا عن طبيعة شخصيته من خلال هذا الكتاب الذي هربه زمن بن علي ونشره الان
نحن نتحدث عن الذين خرجوا من السجن واصبحوا حكاما ونقول ان هؤلاء  حالات مرضية وغير قادرين على الحكم فيظهر ان كلامنا مجرد انطباعات لا اساس لها من الصحة وها اننا اليوم نعثر عليها في كتاب عبد الحميد الجلاصي
يقول في الصفحة 35
"تذكرت ان مدير سجن قفصة قال مرة ساخرا في شهر جوان 1994 وهو يراني مقيدا بكبالات الى سرير عاجزا عن الحركة ادع ربك
تذكرت هذه المشاهد وتأكدت ان كلامهم كان مزاحا والدليل إني لازلت بخير في حين تقلبت الاوضاع ببعضهم وقد يكون عمري اطول من عمر سلحفاة فاحضر جنائز احفادهم"
هذا الاعتراف بالنقمة على السجان والرغبة في التشفي بان لا يحضر جنازته هو بل حتى جنازة احفاده هو شعور طبيعي من الذي سلط عليه التعذيب تجاه معذبه وغير طبيعي الادعاء بالتجاوز وبداية صفحة جديدة وهذا ايضا يدل على ان الفئة التي تريد الانتقام والتشفي غير قادرة على تسيير شؤون البلاد وحكم العباد وتحقيق العدالة والمساواة ...الخ ولذلك فشل الاسلاميون في الحكم وكسروا انتظارت الناس وبان الفارق بين مايصرحون به ومايفعلونه على ارض الواقع
لنا عودة

تعليقات