تعقيب على صمت

 

 

تعقيبٌ على صمت

 

 

اِهدأْ لا تتكلّمْ .

الأشباحُ معنا تتنفّس وهجَ العزلة في غرفٍ منسيّة.

آهْ مالكَ تسخرْ ؟

أيْ نعمْ

السخريّةُ نسماتٌ من مركبةِ نوح والدّفقُ كلامٌ طائش .

في بيتٍ كهذا أتممتُ تيمّمي

صلاتي آبتدأتْ والكفنٌ اُحضرَ الآن .

الآن بالضبطِ على السّطحِ نيازكٌ هبطت من أعلى المجرّةِ وأعلنت صمت الأبديّة  .

القبرُ الذي أفخرُ به كالحٌ كورقةٍ بيضاء تنتظر الحفر .

أتمّهُ الغرباء الذينَ تحتقرونهم.

أتمّوهُ على قاعدة .

ما هيَ ؟

لا أدري .

اِسألهُم .

الغرباءْ يعرفونَ جيّدًا قاعدةَ القبرِ و نافذة القيامة .

 

 

هنا الوقتُ منتصف اللّيلِ.

ماذا تريد ؟

لا شيءَ يخجلنا الآنَ .

المكانُ "سوسهْ القابادجي " والأضواءُ تشي بالغدر . القصائد أيضًا .

أضواءٌ خافتةٌ مثلَ قصائدي ينهمرُ الدّمعُ منها جرّاءَ الغدر.

 

 

يا صديقي: جارتي العمياءُ الحسناء في ثوبها الأزرق وبهتانِ  كلامها الأجوف من شبّاكتي أمامَ نعاس المّارة.....

و ماذا بعد .

-إنّي أحبّها وتعرفونَ ذلكَ لكنْ ....-

لكنْ ماذا؟

أوراقُ الأشجارِ ستيبسُ إن أعلنتُ هذا .

هذا لايعنيكَ اُذكرها للأقمارِ سوفَ ترى !.

 

 

و اللّهِ شيءٌ مريبٌ ما تفعلهُ الآن .

الآنَ فقط أكتشفُ أنّكَ منبوذٌ مثلَ نبيٍّ أسرّ شهوتهُ أمامَ الملأْ .-

لماذا؟ .

 -لأنّي شربتُ كثيرًا رأيتُ حبيبتي العمياء تكرهُ وجهها وتحبُّ صمتها الحافي تطلعُ قمرًا تتجلّى على كَنبةٍ عتيقهْ و تحمسُ نظرتها لي :هيتَ لكْ.

 

 

ماذا بكَ؟

 بي هوسُ الرّحلةِ إلى بحر الشّمال.

هناكَ الشّرفاتُ نافذةٌ إلى شلاّلاتِ الصّمتِ

والأصواتُ تتقاطر من مزاريب الفجأة كندمِ آدمْ أمامَ اللّهْ .

عليك أن تنشدَ مواويلَ شهرزاد لشهريارْ القديم .

الآن العكسُ صحيح.

 

 

الأحفادُ الذّينَ تركتهم يحتفلونَ بالعيد لم يأنسوا إلاّ لإبليس .

 أَراهم كيفيّةَ الرّكوع و تركهم للعزلة.

تركتُهم يحلبون الضّوءَ من ثديِ الربّة.

مشكورين من سائل على أعتابِ الصدفةِ.

 تركتُهم في اليمّ.

ماذا ؟

أيْ نعم. يجدّفون في أنهارٍ بيضاء والحوريّاتُ كلماتُ من وقع المجون .

أسرَّ بها للناس و آجهر إنّي حيّ.

 

 

السّاعةُ الآنَ مشرفةٌ على الآخرة.

 ماذا وصيّتهم؟

تركتُ لهم صمتي النّادفَ وبندقيّتي التّي آتقدت من كلامِ العابرين شظايا من ألغامِ الياقوتِ وتسبيح العميان .

هل تدري:

أنا أعمى بآمتياز .

مُت هنيئًا أيّها الهالك.......




تعليقات