سوف عبيد يحتج

حكاية ـ أمّي سيسي ـ في عهد ثقافة البيروقراطية
ـ سُوف عبيد ـ
كان الأدباء والفنانون قبل سنوات قليلة يتسلمون المنحة الرمزية ـ التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع ـ مباشرة نقدا أو صكا إثر إنجاز مشاركتهم في مناسبة ثقافية لكنهم منذ زمن الثلاثي الحاكم في تونس ـ الترويكا ــ أصبحوا يمضون عقدا معرّفا به  لدى البلدية أولا ثم يسجلونه في القباضة بدفع إتاوة على كل ورقة ثانيا وبعد ذلك يرجعونه إلى الإدارة ثالثا فيظل الأديب أو الفنان ينتظر شهرا رابعا وخامسا وسادسا وحولا كاملا وسنين عددا وأكثر لتحويل المبلغ إلى حسابه وربما لا تنفّذ وزارة المالية ذلك لأسباب بيروقراطية أو حتى يُسوّي المعنيُّ بالأمر الوضعية الجبائية لجمعيته الثقافية….إنّها  إجراءات حكيمة ورشيدة تشجّع على النشاط والاِبتكار والإضافة والمبادرة ـ لا محالة ـ ولا شكّ ـ  إنها خرافة أمّي سيسي التونسية في زمن ثقافة البيروقراطية…

تعليقات