سياسات الثقافة التي نريد 1من 2

اقر منذ البداية بان كتاب سياسات الثقافة التي نريد لمؤلفه الدكتور علي بن العربي هو اضافة تعزز رصيدنا من الكتب التي اهتمت بالمسالة الثقافية ببلادنا. ولذلك رايت التوقف عنده قصد تقييم محتواه ومناقشة ما جاء فيه وأرجو أن يتسع صدر المؤلف الى  الملاحظات التي اريد ان ابديها إذ لن يتقدم وضعنا الا بالنقد وعدم المجاملة والابتعاد عن ثقافة الاطراء.

قراءة في العنوان

اول الملاحظات التي لفتت انتباهي هي عنوان الكتاب: 

سياسات الثقافة " التي نريد " سبعون سنة من تأملات وتصورات اجيال المثقفين( ...1946 _ 2016)
اذا فهمنا سبب توقفه عند سنة 2016 فإني لم افهم سبب انطلاقه من سنة 1946؟
ماذا تمثل سنة 1946 في تاريخ تونس؟  لا هي سنة مفصلية في تاريخ تونس قبل الاستقلال ولا هي سنة تؤرخ لتحول في البلاد؟
يقول المؤلف إنه أختار الابتداء بهذا التاريخ لأنه عثر على افتتاحية من افتتاحيات مجلة المباحث كتبها محمود المسعدي وتحدث فيها عن الثقافة التي نريد؟
في المجلة نفسها كتب محمد البشروش افتتاحية اهم تحدث فيها عن الذاتية التونسية وعن الشخصية التونسية وعن الادب التونسي والبشروش في تلك الفترة اهم من المسعدي لانه هو مؤسس مجلة المباحث في عهديها الاول والثاني والمسعدي أخذ المشعل عن البشروش اثر وفاته إضافة إلى كون البشروش كان حاملا لرؤية تنتصر الى الثقافة التونسية ونادى بالهوية الوطنية ورسائله الى الشابي تشهد بذلك فلماذا اغفله الدكتور علي بن العربي؟  عل ان الصراع المدرسي الزيتوني قد عاد؟ حيث انتصر بن العربي للمسعدي المدرسي لأن البشروش زيتوني؟
الم يكن حريا ان ينطلق المؤلف من ثلاثينات القرن العشرين؟  الفترة التي برز فيها الشابي والحداد والدوعاجي وخريف والعروي وبيرم التونسي وحسن حسني عبد الوهاب ومحمد الفاضل ابن عاشور والكعاك ...الخ وهي الفترة التي انتجت  الأسئلة الكبرى للثقافة التونسية وفيها عرف الشعر تحولا وكذلك القصة والنقد الاجتماعي...فكان من الممكن طرح سؤال مدى وفاء دولة الاستقلال لتطلعات الجيل المؤسس؟  وهل ان تاسيس وزارة الثقافة ساهم في بلورة احلام رواد التنوير والتحديث ببلادنا؟ام اجهض احلامهم وضيع انتاجهم ؟
الملاحظة الثانية وتتعلق بغلاف الكتاب كذلك وهي الصور التي وشحت صفحته الاولى اذ عمد المؤلف الى وضع صور وزراء الثقافة مرتبة ترتيبا تاريخيا بدأ فيها بالشاذلي القليبي وصولا الى محمد زين العابدين...واستغربت في وضع صورة منصر الرويسي بعد صورة عبد الباقي الهرماسي وقبل صورة محمد العزيز ابن عاشور والحال ان صورة منصر الرويسي كان يفترض ان تكون اثر صورة احمد خالد وقبل صورة المنجي بوسنينة إذ تولى وزارة الثقافة سنة 1991 ودامت فترة وزارته ثمانية اشهر ليعين بعدها وزيرا مستشارا لدى رئاسة الجمهورية. في حين عين عبد الباقي الهرماسي بين عامي 1996 و2004 ليخلفه في المنصب محمد العزيز ابن عاشور الى حدود سنة 2009
ملاحظة ثالثة نتخلص بها من نقد الغلاف للدخول إلى المتن وتتمثل في كون هذا الكتاب قدمه اربعة أشخاص هم
البشير بن سلامة
مبروك المناعي
عبد الباقي الهرماسي
محمد وحيد الخضراوي
السؤال : هل يحتاج الكتاب الى كل هذه المقدمات؟  ماذا لو عوض المؤلف تلك المقدمات بقائمة المراجع والمصادر؟  اذ لا يعقل ان يكون كتابا يتألف من 400 صفحة ويعج بالمعلومات ولاتوجد في اخره قائمة بالمراجع والمصادر خصوصا وان صاحبه حريص كل الحرص على صفة الدكتور حين يقدم نفسه ويصر على اثبات حرف الدال امام اسمه فكيف لا يؤكد هذه الصفة باضفاء العلمية على كتابه بالفهارس على الاقل؟
اين فهرس الاعلام في كتاب فيه ذكر لعشرات الاسماء؟
لنا عودة

تعليقات