المرزوقي والجازية1


علامات    15                     بقلم رياض المرزوقي

( العلامات روح الطريق ) 

******************************************
44 - المرزوقي والجازية  1      "تمشي طيّه ورا طيّه  شبه مركب حالّ قلوعه
                                                    بتعوم على شبر ميّه " ( التغريبة )

منذ نحو التسعة أشهر انعقدت مائوية المرزوقي بموطنه دوز , وظهرت بالمناسبة
فكرة إحياء ملتقى المرزوقي للأدب الشعبي . وهذا الملتقى المتعثّر جاهد وجاهدت
معه ليعيش عشر دورات , كان مخاض كل واحدة منها عسيرا , وازداد في
الدورات الأخيرة شحوبا حتى انطفأ كالشمعة في الريح .
كانت آخر هذه الدورات في أفريل 2009 , ومنذ ذلك التاريخ , خيّم الصمت ,
ونسجت عناكب النسيان شبكاتها حتى المائوية .
وأصارحكم أني على رغم نفوري من حضور الدورات الأخيرة , كنت أحضر في
كل مرة لأني لم أفقد الأمل يوما في أن يسترجع الملتقى ألقه الأول .
ويكفي التذكير بأن أعمال الدورات العشر من الملتقى لم ينشر منها سطر , عدا
ما قامت به بعض الجرائد من مجهود شخصي مشكور , لنتبيّن حجم الإحباط


الذي عانيته منذ انطلاق الملتقى , وعلى مدى نحو الخمسة والعشرين عاما
من التئامه , ثمّ الثمانية أعوام من توقفه .
وأصارحكم أيضا أني لم أصدق لحظة أن الملتقى يمكن أن يعقد دورة جديدة
حتى بعد المائوية , وبعد إعدادي لورقة تصوّر هذه الدورة .
واليوم , تحقّق الأمل , وعيّن تاريخ الدورة 11 لأيام 17 إلى 19 نوفمبر
والأهم أن موضوع الدورة كان أوسع بكثير من الانحصار في الشعر الشعبي
على أهميته , وقد كنت أنظر إليه دائما باعتباره ملتقى يدرس المأثورات
الشعبية . فاخترت أن أقترح موضوع السيرة الشعبية , وتمت الموافقة على
ذلك . اقترحت هذا الموضوع , وفي ذهني تغريبة بني هلال , وخاصة صورة
الجازية الهلالية التي ربطتها بالمرزوقي وشائج دامت طيلة حياته , وربطتني
بها وشائج من نوع مختلف , بعضها أقرب إلى الخصام منها إلى الأحلام .
ما أثقل عبء ميراث رجل في حجم المرزوقي !








                                           

تعليقات