ضرب الخط التحريري لايام قرطاج السينمائية

فيلم القضية 23 ضرب الخط التحريري لأيام قرطاج السينمائية
الان فهمت لماذا اختار نجيب عياد فيلم الافتتاح ان يكون فيلما فلسطينيا تحدث فيه المخرج عن الصراع بين فتح وحماس وماالت اليه القضية الفلسطينية في ظل هذا الانقسام ولكن هل يبرر انقسام الفلسطينيين خيانة القضية الفلسطينية؟ هل من حقنا نحن العرب ان نتخلى عن فلسطين لان الفلسطينيين خونة او هم اول من تاجر بالقضية وباع وسقط؟
هل ان رمزية الصراع مع الكيان الصهيوني يجب ان تختفي ؟ هل ان التطبيع ضرورة؟ وهل ان ماتضطر اليه الحكومات والانظمة يجب ان يضطر المثقفون اليه؟
طبعا لايمكن ولا يجوز ان ينخرط المثقف في اكراهات الحكومات والانظمة لان الثقافة فعل مقاوم وحركة عكسية تسير ضد السائد وترفض الموجود سعيا الى منشود قد لا يتحقق وتلك هي لذة الصراع
فيلم القضية 23 الذي عرض في ايام قرطاج السينمائية يعد مخالفة لاتغتفر لمدير عام الدورو 28 السيد نجيب عياد لان هذا الفيلم الذي انتجه مخرج يؤمن بالتطبيع- وهو حق من حقوقه- ماكان يجب السماح له بأن يعرض في ايام قرطاج السينمائية لان مؤسسها أراد لها ان تكون مناصرة لقضايا التحرر الوطني وداعمة لسينما الجنوب وهادفة الى تكريس وعي أرقى
الخروج عن هذه الثوابت يعد ضربا للخط التحريري لأيام قرطاج السينمائية
كان يمكن ان يعرض هذا الفيلم خارج اطار المسابقة ولكن ان يتقدم الى المسابقة الرسمية فذلك مالا يجوز اصلا
فرحت لما تحدث نجيب عياد في افتتاحية العدد الاول من النشرية اليومية عن العودة الى ثوابت الايام والوفاء لروح المؤسس الطاهر شريعة ولكني ادركت بعد مشاهدة فيلم القضية 23 ان ما قاله يعد مجرد كلام هو كذر الرماد على العيون
الفيلم يقارن القضية الفلسطينية بقضية المثليين نعم الشواذ جنسيا عندما يرافع محامي البطل اللبناني ويقول امام هيئة المحكمة فيما معناه:  ان قضيتكم لا تختلف عن قضية الارمن والاكراد والفنانين والمثلييين...ولكنكم جعلتم منها قضية العصر التي غطت عن باقي القضايا؟
مقارنة القضية الفلسطينية الحافلة بالاف الشهداء بقضية المثليين لعمري شيء مذهل لا يصدقه العقل لم تعد قضية وطنية ولا هي من قضايا التحرر الوطني بل هي قضية اقليات لا تختلف عن قضية المثليين؟
هذا الاستخفاف بام القضايا والاستهتار برمزية المسالة ماكان يجب ان يقع على ارض تونس على الأقل وفي ايام قرطاج السينمائية
انها جريمة تاريخية اقترفها نجيب عياد على مرأى ومسمع من الجميع 

تعليقات