سهرة شعرية


علامات 14            بقلم رياض المرزوقي
                   ***
( العلامات روح الطريق )

42 - سهرة شعرية                        " تموت الأحلام بكلّ مساء  ... في الظلماء
                                                                    وأنام على فرش عناء " ر . م

في أوائل السبعينات كنت أمرّ بأزمة خانقة جعلتني قليل الكتابة , كثير الكآبة .
كنت في منعرج خطير في حياتي الشخصية , وشعري , ومساري المهني .
لكن الليل لا يكون حالكا تماما , فلا بدّ من أن تظهر فيه بعض النجوم .
وهذه نجمة مشرقة من تلك الفترة الزمنية .
دعاني أستاذي ( وقد تولى إدارة ترشيح المعلّمات بقربة ) إلى سهرة شعرية ,
ولا أذكر إن كان طلب مني تنظيم السهرة , أو أنه اقترح عليّ  المساعدة في
التنظيم .
وكانت ليلة لا تنسى , شارك فيها الشعراء ( منوّر صمادح ) , و( محمد الحبيب
الزنّاد ) , و( نور الدين صمّود ) , وألقيتُ فيها بعض القصائد " القديمة " ...
والحقّ , أنني لم أكن راضيا عن مشاركتي قدر رضاي عن نجاح السهرة .
أحسست ليلها بأنني سأتابع الكتابة , وسأخرج قريبا من أزمتي , وهو ما وقع بالفعل .
لكن المهمّ , هو الجلسة الصباحية التي دامت ساعات طويلة , بحضور ( صمادح ) ,


والصديق ( الزنّاد ) , وتحدثنا فيها عن كل شيء من الشعر , إلى السياسة , إلى العشق
والصبابة , إلى الوضع الثقافي في البلاد ... الخ
وأذكر إلى اليوم الكثير من هذه المطارحات , لكنني أفضّل عدم البوح بها , أو لنقل
تأجيل ذلك إلى مناسبة أخرى. 
لقد شاركت في عشرات الأمسيات الشعرية منذ كنت طالبا , لكنني لم أنس تلك السهرة
التي دارت بلا مصدح , ولا تصوير , ولاحضور مسؤولين , فهي التي أعادت لي صوتي
ومما ألقيت في تلك المناسبة قصيدة لم تنشر قطّ , أقول فيها
" سارت فنعم الحركه !        وللحذاء تكتكه
وقدها في ثوبها              سمكة في شبكة
نظرتها حائرة                ضائعة , مرتبكه
خطوتها نشوانة             كقائد في معركه
من يوم ما رأيتها           ضيّعت كلّ البركه .... "
ومن تلك المناسبة , انقطعت أو كدت عن المشاركة في الأماسي الشعرية ...
وذلك حديث آخر ...





  

تعليقات