تحدثني واقول لها : صفحات روائية (1)

اهداني  صديقي الاديب الكبير حسن نصر صباح اليوم خمسة كتب جديدة صدرت له دفعة واحدة هي :

تحدثني واقول لها : صفحات روائية

اعياد الفصول : شعر

ما اجمل البحر : رواية

الملاك في المنفى : رواية

انت وحدك لؤلؤتي الغالية : مسرحيات

هذا مكسب جديد يضاف الى الثقافة التونسية اذ يتعزز رصيد كاتب اصيل راض نفسه عن الكتابة حتى طاوعه القلم فانقاد الكلم اليه انقيادا وتربع على عرش الحكاية يقدمها قصصا حينا ويرويها رواية حينا اخر

الليل في كتابات حسن نصر :

لم يهتم كاتب تونسي بالليل مثلما اهتم به الكاتب الكبير حسن نصر اذ يكفي ان تقف على عناوين كتبه الاولى :

ليالي المطر

دهاليز الليل

52 ليلة

السهر والجرح

لتدرك حجم احتفاء الكاتب بالليل رمزا لوضع متازم ودلالة على الظلم والقهر وتنديدا بوضع سلبي يعيشه المواطن العربي عامة والتونسي خاصة

كنت قليلا ما التقي بحسن نصر سنوات 2002 و2003 و2004 وكنا نتصاحب مشيا على الأقدام في شوارع المدينة فياخذنا شارع بورقيبة الى نهج هولاندة ليسلمنا الى نهج انقلترا او نهج شارل ديقول فينتهي بنا المطاف اما في ازقة المدينة العتيقة التي نلجها من ساحة الخربة فسوق البلاط او تتوقف بنا الجولة امام محطة برشلونة ليمتطي سي حسن القطار الذي يقصد الزهراء في الضاحية الجنوبية للعاصمة ويتركني مهتما مثقل الراس بما  كان يحدثني

كثيرا ماكان يشتم نظام بن علي واصفا اياه بالنظام البوليسي متقززا من ملامح وجه الجنرال ساخرا من خطبه ...فيرثى لحال الكتابة والادب
وهو اذا اختار عدم الحديث في السياسة في مفهومها الضيق يحدثني عن بعض اعلام الادب كالطاهر الخميري او مارون عبود او الطاهر قيقة او خليل حاوي ...
وبقدر ماتعجبني ضحكة سي حسن والتماع عينيه الزرقاوين فإني  اخشى عليه احيانا الانتحار  ... ولا اعرف لماذا اشعر وقتها ان حسن نصر سينتهي على شاكلة خليل حاوي او يوكيو مشيما او الحبيب المسروقي ...ممن ضج بهم الوضع فكرهوا الحياة  وقنطوا منها فانتحروا
الحمد لله الذي خيب ظني ولم ينتحر صديقي وجاءت الثورة التي بشر بها فكثيرا ما كان يقول لي تلك الايام اني انصت الى ريح عاصفة ستهب قريبا لتأتي على الكل ...

تعليقات