تحدثني واقول لها : صفحات روائية(3)

نواصل تقديم كتاب صديقنا الكاتب الكبير الاستاذ حسن نصر الصادر عن دار زخارف بعنوان : تحدثني واقول لها : صفحات روائية وهو كناب احتفى فيه باحبابه وأصدقائه من الادباء والكتاب فذكرت الطاهر قيقة ومحمد العروسي المطوي والطاهر الخميري والبشير خريف وابو زيان السعدي ولكني لم اذكر
خالد النجار
وفيلسوف التعاسة : بلقاسم التليلي
ومحمد الصغير اولاد احمد
وماريوس سكاليزي
اقصد لم اذكر فئة من الفوضويين والهامشيين احبهم حسن نصر وكتب عنهم بحب كبير بل اشهد اني دهشت للاوصاف التي اغدقها عليهم وللكلمات التي لخصهم بها فعن خالد النجار مثلا يقول :

الشاعر الذي يتقد بالاضطراب ويحرج بالأسئلة

وعن فيلسوف التعاسة يقول :

شعاره ان ينشر الابتسامة ويوزع الفرح فكل شيء له شيء ولا شيء بلا شيء

هكذا بكل بساطة يقول عنهم حسن نصر مجرد كلمات تدرك معناها وعمقها اذا عرفت هؤلاء واقتربت منهم  ربما ساعدته براعته الروائية في تأمل الشخوص ومحاولة رسم شخصياتها في القدرة على التكثيف وقول جملة واحدة تلخص لك البطل الذي يكتب عنه ولكن المحير هو كيف استطاع حسن نصر ان يكون علاقات مختلفة مع صنفين من الكتاب :

الرسميين والهامشيين

المنضبطين والفوضويين

العقلاء والمجانين

ربما هو خلاصة الحياة التي تتسع للجميع  وربما علمته الكتابة السردية ضرورة الاختلاط بكل اصناف خلق الله حتى يسبر الشخوص ويتمكن من اغوار نفوسهم

وربما لان حسن نصر نفسه يحتمل النقيضين لذلك يستطيع الجمع بين صنفين من خلق الله لايمكن الجمع بينهما
هاهو يحدثنا عن فوزه بجائزة عن مجموعة اقاصيصه ليالي المطر وهو يمارس التدريس في معهد ثانوي بالمهدية فاذا به يفاجؤ بفيلسوف التعاسة امام المعهد ينتظر خروجه :
فقلت له :
كيف عرفت مكاني وأي ابالسة اوصلتك إلي؟
اصل اليك حتى لو اختفيت تحت طبقات الارض
لماذا تتعب نفسك كل هذا التعب ؟
جئت لاحتفل بجائزتك في هذا المكان الذي لا احد فيه يحتفل معك

لست تقرأ مقامة من مقامات الهمذاني ولست الا امام احد المكدين الجدد في وقت غير القرن الرابع وفي مكان غير الكوفة او البصرة

انك في تونس بكل أجواء كتايها وومثقفيها وانك في حضرة كاتب كبير يرسم بورتريهات لشخصيات حقيقية ليست من محض خياله ويقدم شهادات عن ابطال قاسموه الواقع واثروا فيه فتاثر بهم

لم يقف كتاب صاحبنا عند بورتريهات الادباء والكتاب بل تصدى لتقديم الكتب والمصنفات فقدم بعض مؤلفات حسنين بن عمو وتحدث عن كتابي : بلارة وبرق الليل للبشير خريف وعن الكتابين قال معلومة خطيرة اعتقد انها تغير وجهة الباحثين والنقاد لو اعتمدوها  يقول :

رواية برق الليل اسوقها هنا لما لها من ارتباط  في الاصل برواية  "بلارة " هذا ليس مجرد استنتاج من بنات افكاري  انما هو حديث حدثنا به البشير خريف بنفسه في احدى الجلسات معه رفقة محمد صالح الجابري في بيته القريب من سوق البلاط المندس في احدى الازقة المتفرعة هنالك . قال لنا : وهو يلملم جبته  ويجلس متربعا فوق حشية على الارض ، يدخن سبسيه المعبا بحشيشة "العرعار " ونحن نجلس من حوله قال : ان رواية بلارة طالت أحداثها وتشعبت فصولها بين يديه الى حد انه في يوم اخرج منها رواية برق الليل وترك رواية بلارة للزمن من غير ان يعود اليها

شهادة تغير معطيات البحث والاستنتاج عن كتاب يعد اول رواية تاريخية تونسية عن ابي الرواية التونسية وردت في كتاب صديقنا الكاتب الكبير حسن نصر من ضمن ماورد وسبق ان تحدثت بل اني سكت عن خير كثير في هذا الكتاب لاترك الفرصة للقراء حتى يكتشفوا بأنفسهم لآلئ ودرر هذا الكتاب العزيز فيقبلوا على اقتنائه وقراءته ولم لا اهداءه ليلية رأس السنة ليكون خير جليس وافضل انبس

تعليقات