الى كلب الروم

إلى كلب الروم

                                             الناصر التومي
بمناسبة شؤم إعلان عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس اعترافا بأنها عاصمة إسرائيل، لا يسعنا إلا أن نرسل رسالة إلى كلب الروم حسب وصف المعتصم لكلب الروم البيزنطي، بأنك ما إلا "شخشيخة"، في يد الصهيونية العالمية والماسونية المتحكمان في العالم، ولا شك أنك تعلم أنه مخطط قديم منذ أكثر من مائة سنة، وضعت خطوطه العريضة بمؤتمر كولورادو بأمريكا خلال سنة 1881 للهيمنة على العالم الإسلامي بأي طريقة، ويبقى تحت رحمة الغرب، ومؤتمر كولورادو هو نتيجة ما قرره لويس التاسع ملك فرنسا إثر سجنه بمصر أثناء حملته الصليبية، حيث استنتج أن المسلمين لن يقهروا بالقوة بل بنخرهم من الداخل، فعمد المستشرقون إلى اختلاق هنات بالدين الإسلامي، ثم الاستعمار الغربي للعالم العربي والإسلامي لأكثر من مائة سنة، فزرع السرطان الصهيوني في فلسطين،  فضخ الفساد الأخلاقي فيه من خلال حضارته المزعومة، ومن خلال أبناء جلدتنا الذين تعلموا في جامعاته بالإعتماد على برامج التعليم الهجين، فالإعلام الفاسد والمنحل، وكلها تعمل ضمن المخطط الصهيوني الماسوني، لتركيع العالم الإسلامي وخاصة أن التبشير لم يأت بالنتيجة المرجوة.

  أيها "الشخشيخة" سبق وأن وصف المعتصم بالله الخليفة العباسي صنوك قيصر بيزنطا بكلب الروم في رسالة له إثر أسر امرأة عربية مسلمة من قبل جنوده في الثغور، فصرخت بأعلى صوتها وامعتصماه، وبلغت صرختها الآفاق لتصل أمير  المؤمنين المعتصم بالله العباسي وهو في سمرقند، فأقسم أن لا يبيت في قصره ليلتها، وأن تعد العدة خارج المدينة لغزو بيزنطة، وأرسل رسالته  الشهيرة:
  من أمير المؤمنين المعتصم بالله إلى كلب الروم: أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل بعثت لك جيشا أوله عندك وأخره عندي.
   لما قرأ صنوك كلب  الروم الرسالة  الشهيرة ارتعدت فرائصه خوفا وهلعا، وأمر بأن ترسل المرأة مكرمة إلى أهلها تحرسها كتيبة من النساء الروميات حتى لا تمس بسوء، تلك رسالة خالدة مفخرة السياسة العربية الإسلامية التي يجب أن تحفظها الأجيال لتكون تميمة بعد لا إله إلا الله محمد رسول الله، رسالة تحفظنا من الخنوع، تلك الرسالة الخالدة مفخرة السياسة العربية والديبلوماسية، والعزة والكرامة.
  هذا هو الخطاب الذي يستوجب توجيهه " إلى كلب الروم" أما ما نشاهده من تودد وعناق ورقص وقرع الكؤوس ومجاملات ديبلومكاسية فإنها لا تزيدنا إلا ذلا وخنوعا، وتشحن أعداءنا تعنتا وتعجرفا وشراسة.
   إن ملوك وأمراء رؤساء الدول العربية والإسلامية نشاهدهم وهم في حضرتك، أذلاء يظهر على ملامحهم الخنوع حتى وهم يزققون اقتصادك بلادك بتريليونات النفط العربي، بينما  أنت  منفوش، مستأسد حتى وأنت تمد كفيك ب " الشحاتة ـ أهناك ذل بعد ذلك الذل يا عرب.
أنت لم تهزمنا ولكننا هزمنا أنفسنا بأنفسنا، فالعيب ليس فيك بل فينا في ملوكنا وأمرائنا ورؤسائنا، ما استطاعوا أن يتوحدوا لتكون لهم كلمة الفصل لمقاطعة غربك الظالم، بل اختلفوا وتشتتوا وتنازعوا، فسمحوا لك بالاستفراد بهم والنيل منهم الواحد بعد الآخر.
   في عهد المعتصم بالله العباسي كنا قوة ضاربة لتمسكنا بإسلامنا وعروبتنا وبمبادئنا، كنا جسدا واحدا، أما غالآن لم تعد لنا رسائل تهديد نرسلها إليك، بل باقات ذل وخنوع، ولا يسعنا إلا أن نصرخ بكل قونا لا عاشت أعين الجبناء.

تعليقات