تحدثني واقول لها : صفحات روائية (2)

في الكتاب الجديد الذي نشره الاديب الكبير حسن نصر وعنوانه كما ذكرنا : تحدثني واقول لها:  صفحات روائية  صادر عن منشورات زخارف ويمتد على 172 صفحة من القطع المتوسط احتفى حسن نصر :
بالرجال
وبالاعمال
تحدث الكاتب بحب كبير عمن احب وبمن اعجب من الكتاب والادباء منتصرا لافكارهم محتفيا بسيرهم ذاكرا اخبارهم عاملا على رفع الغبن عنهم والتذكير بما انجزوا وخلدوا من الاعمال والسير مقدما لكتاب عرفهم وصاحبهم وجايلهم وانصت اليهم قليلا او كثيرا 
فهاك مايقول عن فريد غازي مثلا :
بمثل هذا العمل وهذا التفاني خدم فريد غازي تونس واذبل زهرة عمره في حبها وحب رجال الادب والفن فيها ، وبمثل هذا الصمت تستقبله ، كأن لم تكن عرفته يوما ولا كان احد أبنائها  البررة المخلصين
ام انه في كل مرة نتناسى كل شيء ونظل نمشي في خيلاء وكاننا الرواد الأوائل على هذه الارض .لا شيء قبلنا ...ولا بدء ولا حركة ولا خلق . من سخرية القدر ان نعثر في اوراق فريد غازي بالفرنسية على خبر مفاده : انه في سنة 1946 (الصواب 1945) كان يجلس مع الدوعاجي وهو يحدثه بصوت خافت عن رواية له عنوانها " شارع الاقدام المخضبة " كان عمر فريد غازي في ذلك الوقت 18 سنة . وكان علي الدوعاجي في اخر أيامه  يعاني وطأة المرض وثقل السنين
تدور الايام دورتها فإذا الذي جرى على - علي الدوعاجي - يجري على -فريد غازي -  يذهب كل واحد الى نهايته ولا تبقى لنا منهما الا ذكرى حزينة كتابات متفرقة واوراق مبعثرة نحاول ان نجمع شتاتها ونتحسر على الذي فات فلا نجد بين ايدينا الا قبض الريح

هاهنا ينتهي كلام الاديب بعد ان وصف حال الادباء والكتاب وعقلية الجحود والنكران التي واجهت بها تونس خيرة كتابها

وهي التي من قبل قد خرج منها ابن خلدون فارا بجلده فاستقبلته مصر ليصبح قاضي قضاتها

وهي التي خرج منها خيرالدين التونسي فارا من الدساسين فاستقبلته الاستانة صدرت أعظم

وهي التي اطرد منها محمود بيرم التونسي ليصبح كاتبا لاغاني كوكب الشرق

وهي التي رجم فيها الطاهر الحداد الذي قال عنه عميد الادب العربي ان هذا الفتى سبق قومه بقرنين

ومن قبل هؤلاء اهين وسجن فيها ولي الله الصالح القطب سيدي ابي الحسن الشاذلي فلما خل بمصر نال القطابة

تاريخ الادباء في بلادي تاريخ محن

لمثل هؤلاء يتألم الاديب الكبير حسن نصر ولغير هؤلاء من الاحياء ينتصر فيكتب عن كتبهم ويقدم تجاربهم ويبشر بقاماتهم سعيا منه لابرازهم والاعلاء من مقاماتهم

لنا عودة

تعليقات