جوهر الجموسي : نداء تونس كان صرحا فهوى

انتحار نداء تونس في ألمانيا
حزب نداء تونس كان صرحا فهوى، سياسيا وانتخابيا ونفسانيا بأيدي قياداته الهواة. نتائج الانتخابات التشريعية اكتوبر 2014 جعلت حزب النداء في المقدمة، مما جعله يقود المشهد السياسي ويشكّل الحكومة. لكنه ظل على امتداد ثلاث سنوات يخرّب بيته من الداخل. فالمعارك الكبرى تُخسر بالأخطاء الصغيرة. النداء، سحب نائبه حاتم الفرجاني من ألمانيا وأقحمه في حكومة يوسف الشاهد، مما جعل مقعد ألمانيا في البرلمان شاغرا. اضطرت الدولة إلى تنظيم انتخابات تشريعية جزئية، صرفت عليها 2 مليون دينار تونسي بالعملة الصعبة، ولم يحضرها سوى عدد لم يبلغ الألف ناخب، رغم تجند كل الأحزاب لذلك بمرشحيها. نسبة الإقبال بلغت 5% من مجموع الناخبين المسجلين: 26 الف ناخب مسجل من مجموع 90 ألف ناخب. وهو ما يعني أن الناخبين الحقيقيين في ألمانيا وقف عند 1% لا غير. وهذا مؤشر كبير لإفلاس الدولة، وفضيحة تاريخية تضع الرئيس الباجي قائد السبسي عاريا أمام حقيقة فترة حكمه لتونس، وتضع حدا لأكذوبة ثقة التونسيين في حكم رئيس الحكومة يوسف الشاهد، حيث روجت مراكز سبر الآراء في الأيام الأخيرة أنه يحظى بثقة أكثر من 80% من التونسيين.
حزب النداء انتحر انتخابيا وسياسيا، باعتباره يقود الحكم في تونس، وجلب لنفسه الفضيحة بعد فشل مرشحه (246 صوت) في استعادة موقعه في البرلمان أمام مرشح قادم من فرنسا وليس المانيا تحديدا، وهو المدون ياسين العياري (263 صوت)، العدو اللدود لنظام السبسي والذي سيرهقهم في البرلمان. النداء تعرى تماما بعد فشل "زعيمه" السراب في ألمانيا رؤوف الخماسي، صاحب المطاعم، في جمع 264 صوت لاستعادة مقعد البرلمان، وهو الذي يصور نفسه كزعيم وقائد كبير، والحال أنه مجرد كذبة كبيرة وسراب ومشعوذ سياسي، يعيّن الوزراء وكتاب الدولة بقوة تأثير لدى يوسف الشاهد تتجاوز حتى قوة هياكل حزب النداء نفسه. فالملاحظون يؤكدون ان رؤوف الخماسي عيّن حاتم الفرجاني كاتب الدولة للخارجية، وعيّن رضوان عيارة وزيرا للنقل، مثلما عين آخرين.
حزب النداء انتحر في ألمانيا، ولم يبق امام الباجي قائد السبسي، الأب المؤسس لحزب النداء، سوى الاستفاقة من غفوته ومن مؤثرات سبر الآراء المزيفة شهريا، ليعيد اللقاء الديمقراطي إلى مساره الصحيح في مواجهة الإسلام السياسي بقيادة حزب النهضة. هذا الحزب الذي كذب على حزب النداء حين وعده باعتبار مرشحه في ألمانيا مرشح النهضة ودعا ناخبيه ظاهريا للتصويت له، مثلما كذب على الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية 2014 حين وعده بالحياد وعدم التصويت لمنافسه المنصف المرزوقي في الدورين الأول والثاني، وفعل العكس تماما بإعطاء أكثر من مليون صوت للمرزوقي.
حزب نداء تونس انتحر في ألمانيا ذات أحد بارد. ومع النداء، اختتقت أحزاب أخرى فشلت في إنجاح مرشحيها. لكن السياسيون، حين يكونون كبارا، يحولون الهزائم إلى نجاحات إذا فهموا قواعد اللعبة فعلا.
تونس تحتاج تنظيما سياسيا يعيد لها الأمل في إنقاذ البلاد من خطر الإخوان، ومن تعثر النداء، ومن خرافة يوسف الشاهد الذي سيقود البلاد إلى الإفلاس والفوضى رغم رقص الطبالة على أنغام مقاومته الانتقائية الانتقامية للفساد.
جوهر الجموسي

صورة المدون ياسين العياري عضو مجلس النواب الجديد عن دائرة ألمانيا حاملا لراية الدواعش!!

تعليقات