دلالات تكريم الشاعر التونسي نور الدين صمود

عندما علم الشابي بان هناك لجنة تستعد لتكريم الطاهر الحداد ابان صدور كتابه الحدث امراتنا في الشريعة والمجتمع كتب لصديقه الحليوي قائلا:

أبشر يا أخي ان تكريم التونسي للتونسي قد بدأ

كان يمكن ان يكون ذلك بمثابة الاعلان الوطني عن اعترافنا ببعضنا البعض وبتثمين جهود الكتاب والأدباء  مهما كان حجم تلك الجهود فتتربى الأجيال الجديدة على الاعتراف بجهود السابقين فتكون الثقافة مبنية على التراكم والتواصل
لا اعرف مالذي اصاب اجيال المثقفين الأوائل حتى ورث الجيل الحالي عقدة قتل الاب والتجاوز عنده لا يكون الا بتحقير المنجز السابق وعدم اعتراف اللاحق بالسابق وكانه لا يكون الاديب اديبا الا اذا سخر وحقر الاسبق منه ؟
من هنا جاءت الرغبة في تكريم الكتاب والادباء التونسيين احياء وامواتا وضرورة التذكير بمنجزهم والتعريف باثارهم وابراز جهودهم واتاحة الفرص لاصواتهم ان تعلو وتصدح في وسط مشهد ضبابي
نورالدين صمود واحد ممن اعطوا للبلد وقدموا للثقافة وقد نتفق وقد نختلف حول قيمة منجزه ولكننا لا ننكر  مجهود الرجل
كل هذا يوجب علينا الاحتفاء به والتوقف عند تجربته واشعاره بان تونس تكرم المخلصين من أبنائها وتحتفي برموزها ولن يكون هو خاتمة المحتفين بهم بل ستكون لنا لقاءات اخرى مع ادباء اخرين امثال:
عزالدين المدني وحسن نصر ونافلة ذهب واحمد حاذق العرف ومحمد الصالح بن عمر وعروسية النالوتي والبشير بن سلامة واحمد ممو وعبد القادر بلحاج نصر وحسونة المصباحي ومصطفى  الكيلاني وسوف عبيد ومنصف الوهايبي ....الخ كل هؤلاء باعتبارهم ابدعوا وكتبوا الشعر والقصة والرواية وراهنوا على الثقافة خيارا فكان لا بد ان تبادلهم الثقافة كرما بكرم
كرم الانجاز والعطاء يقابله كرم الاعتراف والتكريم حتى يرتفع اسم تونس ويتحقق حلم الشابي

تعليقات