رأس السنة

علامات    21                           بقلم رياض المرزوقي
************************************
( العلامات روح الطريق )

56 - رأس السنة                             " جمعوا هداياهم وعدّوها
                                                                                          وجمعت أشلائي بلا عدِّ "  ر.م

لست أدري لم تثير في نفسي احتفالات رأس السنة ( رؤوس السنة بأنواعها ) شعورا
عميقا بهروب الزمن , وانزلاقه من قبضتي كحبات الرمل .
الزمن في الحقيقة اختراع بشري , يضبط الناس على إيقاعه حيواتهم , ويحلمون
بالتحكم فيه بمجرد حبسه في أوراق الرزنامة .
وشعور الناس بضرورة استقبال السنة الجديدة بالاحتفال , يعكس نوعا من الهروب
إلى الأمام .
" في آخر يوم من هذا العام
أبقى أتأمل مَر الأيام
أحلامي ؟ ... ضاعت لم تبق أحلام
أقلامي ؟ ... كلّت في دنيا الأوهام
ماتت في النفس الرغبة فعليّ سلام !
                  ***
قتل الناس بقلبي حبّ الناس
فكرهت إلى الأبد الإحساس
لا تسأل عني .. لا تطلبني فأنا كالقشّة في دوامة وسواس
               ***
لست شجاعا كي أعتزل الدنيا الغبراء
أقداري غابت ما عادت تقرع بابي
وسحابي كالبرق الخلّب أجدب من صحراء
              ***   
أشعر أن الموت يحاصرني كالوحش
أغمض عينيّ وأنسى أني أغمضت
ما لي غير الاستسلام لجيش الأوهام
منتصر هو الجيش ! "  ( 2011 )
لا ينقذني في الحقيقة من هذا الشعور الرهيب إلا الحلم .
والحلم مشروع للحياة خارج الإطار , هو سلاح من لا سلاح له .
الحلم هو الشعر , والشعر لسان من لا لسان له .
" أحلم أني أصعد جبلا يرقى فوق السحب
أحلم أن القلب يدق بلا عدد , وبلا سبب
أسكن مدنا لا تسكن إلا بالوجدان
وأرى في الأفق المربد على آفاق البحر .. حصان
يركض في الغسق النائم كالشيطان
أحلم .. وأرى .. وتمر الساعات
وتمر الأزمان .. تمر الأوقات
توقظني بعض الأصوات
فكأني ما نمت ولم أحلم
أركض خلف الحلم الهارب .. لكن هيهات ! " ( 2009 )
للناس عادات , ولي عاداتي . للناس أوقات , ولي أوقاتي .
الناس يعشقون الآتي , وأنا أخشى الآتي .
" أود لو أكلم الطيور بالغناء
وأنثر الفرحة في السماء
لو أسير فوق البحر .. لو أعانق الفضاء
لو أرسم حرف نور من شعاع الشمس
لو أغرق في المنى
أود لو .. أود لو ..
أكون كل شيء ما عدا أنا " .... ( 2010 )


























                             


 


تعليقات