المشاكس

علامات22                     

     بقلم رياض المرزوقي

"العلامات روح الطريق " .

- المشاكس                              "لو قالت الأفواه لا ! " ر .م

لم يكن صديقا بالمعنى الدقيق للكلمة , لكنه كان رفيقا في بعض مراحل الطريق .
خضت معه أكثر من جدل حول التعليم الجامعي التونسي , وكنت آنذاك متعصبا له ,
مؤمنا به ( وقد راجعت الكثير من مواقف الشباب اليوم ) .
جاءني ذات يوم في الإذاعة , وكشف عن عدوان طال كتابه عن ابن خلدون , فقد
أخذ منه أحد المنتجين أخذا أشبه بالسرقة الحرفية . وكان في حالة شبه هستيرية ,
وسويت القضية بإعادة حقوقه له .
ثمّ زارني في الدارالتونسية للنشر يحمل مخطوطا عن التطور البشري , ونظرية
الارتقاء , وقمت بنشر الكتاب بعد شهور قليلة .
وفي هذه المدة قصد مكتبي مرّات لتفقد كتابه , وكنت أبقى معه في حديث طويل
حول المرحوم فريد غازي , وآثاره , وجماعة تحت السور ,
ومدرسة باردو, ونظرية داروين , وغير ذلك من مواضيع بيّنت لي اتساع ثقافته
وتنوعها .
كنت في الحقيقة مرتاحا له , رغم اختلافنا البيّن في كثير من المسائل .
ثمّ دارت الأيام , ولم أعد أراه إلا لماما , فيكتفي كل منا بتحية بسيطة .
قرأت نعيه منذ أيّام , فشعرت بوحشة جديدة تنضاف إلى وقري .
وقلت في نفسي " لقد فرغ الركح الثقافي أو كاد من جيلي , وحتى من الجيل الموالي ,
فإلى متى أستطيع الصمود ؟ "
والحق أنني لم أجب عن هذا السؤال , بل تابعت طريقي , وفي سمعي أصداء من
الأحاديث التي دارت بيننا , وخاصة القصيدة اليتيمة , وخاتمتها 
" فليس من الردى بُدّ ! "
رحم الله الدكتور محمود عبد المولى !













تعليقات

  1. لازمته سنينا طويلة حتى كدت لا افارقه ابدا . يل لم اكن اخال ان يمر علي يوم دون ان اجالسه لاتعلم منه .كنت اصغي اليه في كل ما كان ينطق به جادا كان ام مازحا . كان خبيرا باسرار المدينة واهلها . كان يحفظها شبرا شبرا ويعرفهم واحدا واحدا . رحم الله الدكتور عبد المولى .

    ردحذف

إرسال تعليق