جماعة تحت السور 1

بقلم : محمد المي

يحسن بنا التذكير بالمناخ العام الذي ظهرت فيه هذه الجماعة فالحديث عن ثلاثينيات القرن العشرين لا يمكن فصله زمانيا عن مؤثرات سابقة حددت خصوصيات تلك الفترة التي نعدها بمثابة العصر الذهبي للثقافة التونسية التي لم تأت من فراغ وانما جاءت نتيجة حراك سياسي واجتماعي عرفته تونس منذ 7 نوفمبر 1911
هذا التاريخ يعني في ذاكرة التونسيين أول معركة حولت فرنسا من دولة حامية الى دولة مستعمرة تعمقت فيها الهوة بين المستعمر(بكسر الميم الثانية ) والمستعمر( بفتح الميم الثانية ) الشيء الذي دفع الى بروز حركة وطنية نتج عنها اول مانتج تكون حزب الدستور (1920) على يد الشيخ عبد العزيز الثعالبي (1876- 1944) صاحب كتاب تونس الشهيدة الذي حوى المطالب التسعة:

- مجلس تفاوضي مشترك بين التونسيين والفرنسيين  يملك حق وضع جدول اعماله

- حكومة مسؤولة أمام هذا المجلس

- الفصل بين السلط التشريعية والقضائية والتنفيذية

-قبول التونسيين في جميع الوظائف العامة اذا استوت الكفاءات

-التساوي المطلق في المرتبات بين التونسيين والفرنسيين

-احداث مجالس بلدية في جميع المراكز التونسية يكون انتخابها بالاقتراع العام

مشاركة التونسيين في ابتياع الاراضي  الدولية المخصصة  للمعمرين

-حرية الصحافة والاجتماع والتجمع

-التعليم الاجباري العام

هذا الوعي عمق الهوة بين التونسي والمستعمر وتحرك الوعي بضرورة المقاومة والمطالبة  بالاستقلال وادى الى انقسام النخبة التونسية :

الموالي للاستعمار والرافض

الوطني والعميل

الرجعي والحداثي

الزيتوني والمدرسي

الخ وكل هذه التقسيمات سنجد صداها فيما يكتب وينشر بل في المواقف التي ستتحدد من عديد القضايا

تعليقات