جماعة تحت السور (6)

بقلم : محمد المي

علي الدوعاجي : 1909/1945

ولد علي بن صالح بن الحاج علي الدوعاجي سنة 1909 وتوفي سنة 1945 سئل عن نفسه قال :
كل ما أعرفه عن نفسي:

سألتني ايها الزميل المحترم ان اقدم لك شخصي في أسطر قليلة لانك تريد ان تكتب ترجمتي ضمن تراجم زملائي ( شعراء الاغنية التونسية ) وذلك لأن معرفتنا الحديثة والحديثة جدا لم تمكنك من معرفتي كما يجب ، ورغم ما شهرت به من دقة الملاحظة ارى أنه لك حق في ذلك . إذ لا يمكن الحكم على شخص من بضع أغان سمعتها تذاع له في الراديو او في صالات الطرب .
لكن أيها الزميل سؤالك هذا أحرجني . وكيف لا ، وأنا لم اسأل نفسي ماسألتها انت ؟ أني لم أهتم بدراسة نفسي ولم أعتن بها لحظة . فكيف بي  أن أقدم لك ما أجهله ؟ ولكن تلح أن أفعل ذلك . وأمام ألحاحك ليسعني الا أن اتعرف على نفسي ، وساضع أعمالي أمامي . كأنها عمل غيري . ولكني لا أعدك بأن أحكم عليها حكما صادقا ...ولكن أعدك بأني لا أحابي ( هذا الغريب ) كثيرا فلا تطلب أكثر من هذا أن هذا الغريب يعز علي ، واعتز به لأنه...انا...

أنا...اعني هذا الذي تطلب أن اقدم لك ترجمته أناني كل الأنانية،  وصريح بعض الشيء.  ويكفيه صراحة أنه اعترف بانانيته،  وهو ماينكره غيره دائما...بعد هذه المقدمة لا تعجب مما ستسمعه فإذا تساهلت في الحكم .. فذلك من انانيته ...وإذا قسوت ...فلا تعجب ايضا !! الم أقل إني صريح ؟!

لاشك أنك رأيت شجر ( الزبوس ) الذي ينبت في الجبال نتيجة قلب زيتون القته يد مجهولة ، فتكبر  الشجرة وتثمر ، ولكنها لا تثمر ثنرا طيبا  مثل أختها الزيتونة المغروسة باعتناء في غابات الساحل وصفاقس ، وهما من أصل واحد . هكذا نشأت. 

نشأت ولم أجد حولي من يرشدني،  أو حتى يقول لي : إنه يجب أن تتعلم ...فلم اتلق أي تعليم ...

لم أجد سوى والدتي التي ضحت لاجلي بكل ما يمكن للام ان تضحي به . فتعلمت منها الحب والتضحية ..
ثم علمتني كيف أستعمل بصري أعني حواسي كلها ، والتي أصبحت بفضل استعمالي لها أرسم وانظم واقص القصص ،

لم أجد الى اليوم النصوح الصادق الذي يقول لي : ان كان التعليم يحسن هذه الملكة ( ملكة الاعتماد على الحواس ) او يفسدها  (la déformer  ) .

ثم أني لم اجد في زاوية من زوايا نفسي شيئا اخر هو مايسمونه بالسنوبيزم بدون ان أريد به الظهور والشهرة ...فاذا خالفت المعهود فلاني اجد لذة في المخالفة . ويكفيني ذلك ! ألم أقل إني أناني؟  ! ...
وسبب ذلك عدم تعلمي التعليم المدرسي .فلم اتعود تتبع المدارس ( styles  ) ..فإذا أضفت  لهذا جهلي بها تجد السبب واضحا ...فأنا  أنا  لأنه لا يمكن ان أكون غير ذلك .

تعليقات