تجاوزات قانونية وشبهات فساد في المكتبة الوطنية 9

نواصل حديثنا رغم القوس الذي فتحناه البارحة للرد على السيدة هدى ساسي ففي علاقة بالمنظومات الاعلامية التي اقتنتها المكتبة الوطنية باموال طائلة دون حسن استغلال وفي استهتار تام بالمال العام،  نخوض اليوم في امر المنظومة التي اقتنتها المكتبة لتيسير اعداد البيبليوغرافية الوطنية . معلوم ان انجاز هذه البيبليوغرافية من ابرز مهام المكتبة الوطنية باعتبارها مؤسسة تجمع كل الاصدارات الوطنية .وفي كل سنة تسخر هذه المؤسسة العديد من مكتبييها لهذا الغرض ، وكان العمل في السابق يتم بالطرق اليدوية التقليدية ، الى ان ركزت المكتبة منظومتها الاعلامية الاولى Horizon فاصبحت توظف مافيها من تقنيات تكنولوجية لجرد البيبليوغرافية الوطنية وفهرستها
ثم حدث  Horizon  ما حدث ..واستبدلت ب Symphony الشهيرة في اطار"  عقد الصيانة" كما قلنا ...الغريب في الامر ان هذه المنظومة الثانية - وهي النسخة المتطورة من Horizon  حسبما يدعي المسؤولون عن الاعلامية وعن الفهرسة - لم تعد قادرة على القيام بما كانت تقوم به المنظومة القديمة ( وهذا في عرف المختصين في المجال التكنولوجي غير معقول اذا كان الامر متعلقا بنسخ من منظومة واحدة )
ايا كان الامر ...امام هذا الشغور لجأت المكتبة الى صرف اموال اخرى لشراء منظومة فهرسة خاصة بالبيبليوعرافية ؛ لكن يبدو ان ماحصل في ملف Horizon و Symphony و Koica  من سوء تصرف  واهدار للمال العام قد حصل في ملف المنظومة الاعلامية الخاصة بالبيبليوغرافية اذ بقيت هذه المنظومة مركونة على الرف - رغم انها كلفت المكتبة ماكلفت - وظل المكتبيون ينجزون عملهم بالصفة اليدوية التقليدية المعتادة وكأن شيئا لم يكن،  وكأن المكتبة لم تقتن شيئا باموال طائلة ذهبت سدى ؟ وما من سائل عنها ؟ وما من مفسر لحقيقة ماحدث ؟
هكذا تسير الامور في المكتبة الوطنية وعلى هذا النحو تصرف الاموال دون نتائج ملموسة ودون ادنى تحسين للخدمات ودون متابعة او محاسبة ...بل على العكس تماما ففي كل مرة تكثر العراقيل والمصاعب وتطفو على السطح حلول ترقيعية من هنا وهناك وتصرف الاموال وتهدر الطاقات !!!
لكن هل من قبيل الصدفة ان تتكاثر المشاكل في مسائل جميعها لها صلة بشؤون الاعلامية وشؤون التصنيف والفهرسة ؟ اليس هذا مؤشرا كافيا على وجود خلل ما في هاتين المصلحتين بالذات ؟
الا يستدعي الامر فتح تحقيق ومساءلة المسؤولتين عن هاتين المصلحتين ؟ ام المسؤولية في عرف المكتبة الوطنية : راتب كبير وامتيازات واستغلال للنفوذ؟
الادهى والامر انه رغم كل الشبهات التي تحوم حول اهدار المال العام في مجالي الاعلامية والفهرسة في المكتبة الوطنية فان المسؤولتين عن هاتين المصلحتين عضوان قاران في مشروع اضخم رصدت له الدولة المليارات الا وهو مشروع رقمنة رصيد المكتبة الوطنية  فهل سيكون مصير هذه المليارات المصير نفسه للاموال التي اقتنيت بها المنظومات الاعلامية في الفهرسة بمختلف انواعها وأسمائها ؟

تعليقات