هل بدأت أسطورة المسرح التونسي تنتهي؟

ارجو ان اكون مخطئا في تقديري ولكن :
شاهدت مسرحيتين نهاية الاسبوع الفارط الاولى في التياترو والثانية في قاعة الفن الرابع وخيبتي بعد مشاهدتي المسرحية الثانية لا تقل عن خيبتي وذهولي بعد مشاهدتي للمسرحية الاولى  ؟

مسرحية التياترو كتلك التي كانت تبثها التلفزة التونسية في نهاية السبعينات تروي احداثها اعلان العصيان وتمرد فئات من الشعب على الحكومة نتيجة الضائقة المالية التي لحقت العديد من الفئات فتفتش الشرطة البيوتات والمنازل
مسرحية عارية من كل شيء ماعدى بعض العبارات النابية والحركات الجنسية الموحية في محاولة لتقليد سخيف لطريقة الحوار التي يكتب بها توفيق الجبالي مسرحياته التي تقوم على السخرية السوداء
مسرحية باهتة ،  سطحية ، لا تعكس ان مقدميها من الشباب ومن خريجي المعهد العالي للفن المسرحي الى درجة تتساءل هل هذا ماانتهى اليه هذا المعهد ؟ وهل هذا حال المتخرجين الجدد منه؟
المسرحية الثانية كما ذكرت قدمت في قاعة الفن الرابع من انتاج المسرح الوطني وهي مسرحية غريبة وعجيبة وكأن الشباب المتأثر بالجعايبي ويسعى الى تقليده والسير على خطاه لم يفهم مما قدمه الجعايبي سوى:
الظلام ، الصراخ ، الجري على الركح

اللامعنى ، اللاتفكير ، اللافهم ، اللامتعة ، اللا ..، اللا ...في النهاية اللامسرح
تخرج مهتما لحال المسرح ببلادنا ، اين وصلنا ؟ من المسؤول؟  هل مازلنا منخرطين في اكذوبة المسرح التونسي هو الافضل عربيا على الاطلاق ودون منازع مثلما ان الشعب التونسي العظيم هو افضل الشعوب على الاطلاق ؟
متى سنكف عن الكذب ونتوقف على الوهم لننقد انفسنا نقدا حقيقيا ونقف وقفة تأمل تخرجنا من اوهامنا التي نحن غارقين فيها 
يبدو انه لا ينطبق علينا الا ذلك المثل الشعبي البليغ : العزوزة هازها الوادي وهي تقول العام صابة

محمد المي

تعليقات