نشيد

علامات 23                               بقلم رياض المرزوقي

( العلامات روح الطريق )
********
60 - نشيد                           " ودحوت الفؤاد واحة للنشيد " ( الشابي )

رغم أني التحقت بالكشافة , بل وتقلدت فيها بعض المسؤوليات على صغر سني ,
ورغم أني نشطت طويلا في " الشبيبة المدرسية " , إلا أني لم أكن مولعا بشكل
خاصّ بنظم الأناشيد , على خلاف والدي المرحوم الذي نظم عشرات الأناشيد
الذائعة ومنها ( نشيد السجن )
" فرنسا عذّبي زيدي         فما مثلي برعديدِ
  أرى قتلي وتشريدي         قضاءً وقته حانا "
وخاصّة نشيده الشهير الذي ردده ويردده الشباب العربي في المغرب والمشرق
" من خلال الغيوم       لمعت في الفضآ
  نجمتي في النجوم      بشعاع الرضى
وزمان الهموم           والشقاء انقضى
وتولّى الخطر             فابتسم يا قمر ! "
ولا يعني كلامي أني لم أنظم الأناشيد , فقد عشت ظروفا جعلتني أعيش هذه
النصوص كأني أعيش تجربة شعرية خاصّة .
ولعلي أذكر هنا نشيد " مدرسة ترشيح المعلمين " بزغوان , وكانت من
أول المدارس التي عينت فيها , وأثر ذلك في حياتي أيما تأثير .
" نقارع الزمان بالهممْ       سلاحنا الكتاب والقلم
  وفي غد سنطلع الضيا     ونخلق الوجود من عدم !
يا أشرف المهن                       يا مهنة التعليم يا دعامة الوطن
أعطيكِ نور مقلتي وصحة البدن     وأرفع ذكرك كالعلم  ...
بالعلم والبيان                             نغيّر الوجود والأكوان
نحن الدماء الدافقات في ثرى زغوان  عزيمة ًإرادةً شمم ...الخ "
وقد تولى تلحين هذا النشيد أستاذ الموسيقى صديقي ( محمد العلوي )
ووضع له "مارش " جميلة الإيقاع مازلت أذكر أصداءها رغم أني نسيت
أغلب كلمات النصّ , ولم أعثر عليه في مسوداتي المتراكمة منذ خمسين سنة
أو تزيد ...
لم أنظم هذا النشيد تقليدا , أو صناعة , وإنما أحسست بالحاجة
إلى نظمه , وكنت آنذاك فخورا به لأنني عشت في المدرسة فترة لعلّها من
أجمل فترات حياتي .
يذكر الناس مراحل حياتهم بما عاشوه , أو بالناس الذين التقوهم , وأذكرها بنص
من النصوص وضعت فيه شيئا من قلبي ,  ذلك قدر الشعراء , والكتّاب .
" رغم القهر , ورغم الوقر
  وحريق الإحساس اللاهب في الصدر
رغم سنين حياتي السبعين
رغم الناس ورغم الدهر
أبقى كالطفل أغني ...
وأقول الشعر ! " 
























               


تعليقات