مسرحية مابقات هدرة : درس في المسرح والروعة

شاهدت ليلة امس الخميس 11 جانفي 2018 على ركح المسرح البلدي بتونس العاصمة مسرحية عانقت الروعة بكل المقاييس
مسرحية كتبها واخرجها محمد شرشال وشارك فيها عدة ممثلين وتقنيين فتضافرت فيها الموسيقى والسينوغرافيا والاضاءة والملابس والاداء والنص لتقدم عملا متكاملا صفق له الجمهور طويلا نهاية العرض
تبدا احداث المسرحية باجتماع اشخاص يرتدون ازياء المهرجين في السيرك وكانك امام اكثر من مهرج في سيرك مفتوح
الوان فاقعة تخلب البصر غير متجانسة ولكنها متناغمة تتسق رغم تنافرها لتقدم مهرجانا من الالوان يستقر عليه بصرك فجأة لتنخرط في الحكاية واصل الحكاية
ان الزمن توقف وتوقفت معه الفصول فيستجدي المهرجون الماء ويطلبون الاستسقاء فيفعلون الافاعيل لتحقيق مبتغاهم ولكن دون جدوى فهم يتكلمون بصوت واحد ولا يكاد يسمع الواحد صاحبه مما يضطر الشرطي الى ان يقتلع منهم اصواتهم فتتحول قضيتهم من قضية البحث عن الماء الى قضية استرجاع اصواتهم فيحطون الرحال في مدينة الاصوات الداخلية حينها ينصتون الى بعضهم البعض ولكن باصواتهم الداخلية الخالية من الكذب والنفاق هاهنا تبدأ مرحلة ثالثة هي مرحلة الذكريات فيعودون الى طفولتهم الاولى والى صفاء لحظاتهم وايامهم فيتطهرون من ادرانهم وتنهمر دموعهم ويلتقون مع بعضهم البعض في جو حميمي تتصالح فيه ارواحهم فتنهمر الامطار وترحمهم السماء
مسرحية على غاية من الروعة على جميع المستويات

تعليقات