جماعة تحت السور ( 18)

بقلم : محمد المي

كان محمد العريبي متأثرا بالشاعر الفرنسي شارل بودلير(1867/ 1821)Charles Baudelaire  صاحب ديوان : " زهور الشر " (1857)  les fleurs du mal

إلى درجة لقبه بعضهم ببودلير تونس وقد عبر العريبي عن هذا الاعجاب حين شرع في ترجمة ديوانه إلى  اللغة العربية من هذه الترجمة  نقترح هذا النموذج الذي نشره العريبي في مجلة العالم الادبي لقصيدة Recueillement
وقد عربها ب : وقفة
ولا نفهم دوافع هذا الانزياح في ترجمة العنوان ولكنه كان وفيا في ترجمة النص الذي يقول مطلعه:
Soit sage , ô ma Douleur,
et tiens-toi plus tranquille
le voici:

قال:

كوتي هادئة يا آلامي تطلبت المسا
هاهو قادم
هاهو ذا الجو الحالك قد اشتمل على المدينة
حاملا للبعض السلام ، وللبعض الهموم
بينما السواد المحنط يقتطف وخزات الضمير
من تلك الحفلات الدنيئة
تحت سياط الشهوة ، ذلك الجلاد القاسي
           

                                            ****

بعيدا عنهم
ترى السنين المائتة في ثوبها العتيق
مشرفة من السماء
ترى الأسف الباسم ، قد انتفض
من أعماق المياه
ترى الشمس المحتضرة ، وقد رقدت
فوق قوس السما
والليل كالكفن الطويل  ، يجر ذيله
إلى المشرق
اسمعي ياعزيزتي ، اسمعي
خطوات الليل الهادئة

ابن تومرت

هذا نموذج من ترجمة هذا الزيتوني للشاعر الفرنسي الكبير الشيء الذي يدل على وعي الجماعة بعيون الأدب الفرنسي وبأعلام الثقافة الغربية فلم يكن انتاجهم عفويا ولا هو من فيض الخاطر أو نتيجة نزوة بل يستند إلى رؤية

تعليقات