جماعة تحت السور( 19)

بقلم : محمد المي

إثر خروج العريبي من المعتقل بعد حوادث 9 أفريل 1938 اشتغل في جريدة الوطن لصاحبها محمد بن فضيلة (1911/1957) الذي تحدث عن كيفية التحاقه بأسرة الجريدة صحبة عبد السلام الأرناؤوط الذي كان يمضي مقالاته ب فيلسوف الحياة وفداوي الحياة
قل العريبي : " أي تجي ياولد تكتب معانا ؟ بهذه الدعوة البسيطة صرت محررا في جريدة الوطن أو صرت من عائلة الوطن التي كانت تتركب وقتئذ من بن فضيلة وعبد السلام الأرناؤوط وشاب أخر غاب عني إسمه،  ولم أشعر بعد أسابيع معدودة وأنا أكتب قسما كبيرا من الجريدة بل صرت أحرر افتتاحيتها والأغرب من هذا أني أنا الذي يعاف السياسة وينفر منها قلبت الجريدة كلها سياسة وصرت أتصيد الحوادث السياسية "
ربما حدث هذا الانقلاب في حياة العريبي بعد مرارة السجن التي عرفها وأدرك أن الانخراط في القضايا السياسية أمر تحتمه الضرورة وتفرضه طبيعة المرحلة
وربما هذا الاضطرار إلى السياسة جعل الشاعر ينقم على الواقع فقال:

اختنق يافؤاد وانتحر يا ضمير
                           ليس دنيا العباد مسرحا للشعور
قد تلاشى النور
                           كسر الأقلام مزق الاوراق
ينض عنه السقام قلبك الخفاق
                            بالعلا الموتور
وارم بالأشعار في مهب الريح
                            واصغ للأقدار واعن بالتسبيح  
للخنا والفجور
                             الهنا والحبور وحياة السلام
عند موت النور وليعم الظلام
                              فجرك المسحور

ألا يفهمنا هذا سر ميل العريبي لحياة اللهو والمجون ؟ وهل يعني انصرافه إلى ماانصرف إليه نتيجة وعي ؟  

تعليقات