جماعة تحت السور(20)

بقلم : محمد المي

مثلما هو  واضح أن العريبي قد أمضى القصيدة التي عربها لبودلير بابن تومرت أي أنه كان يعتز بهذا الإسم الذي فسره  الأستاذ البشير العريبي - شفاه الله وأمد في أنفاسه - بما يلي : " لاختياره إسم ابن تومرت سبب واضح ، يزيدنا يقينا بما لهذا الفتى من تعلق ببلاده وتشبث بوطنه الحبيب . لقد أشرنا في مبدأ حديثنا إلى أن العريبي من " تيهارت " في القطر الجزائري. و" تيهارت " هذه هي مركز الداعية الموحدي الشهير " المهدي بن تومرت " فليس عجبا أن يحيي العريبي ذكره بتذييل بعض ماينتج من الأدب باسمه"
غير أننا سنورد الآن رسالة بعث بها العريبي إلى الدوعاجي تؤكد حب العريبي لتونس وشدة تعلقه بها وهذه الرسالة طلبها منا الراحل الاستاذ توفيق بكار لينشرها ضمن الأعمال الكاملة للدوعاجي وقد مددته بها فأوردها في الصفحتين 387 و388 وشكرني في الصفحة 409 نورد نص هذه الرسالة :

قصر اللكسمبورغ في 1946/9/2

عزيزي الدوعاجي

كيف حالك ؟ هل قيدت أناملك أم امحى من قلبك ومن ذاكرتك " العريبي " ؟ إني لا أعتقد هذا لأني كفرت بكل شيء وبقي لي نصيب من إيمان أقسطه على الأشياء التي أحبها .
وهل الذنب ذنبي يا " علي " إذا كنت أنت من بين تلك الأشياء؟ 
ثلاث رسائل وجهتها إليك في العام الفارط ولا رسالة منك !!
لقد تعودت أن أنسى فاتركني على عادتي هذه ولا تكاتبني .
وبعد فأني أود أن تكون كما أود - ماهو رأيك في هذه البلاغة ؟ - وتقبل حرارة ودي . وتحياتي لوالدتك ولكل من يسأل عني
                                                الإمضاء
                                        أخوك محمد العريبي

يالندرى مازالش إسمي يذكر
يالندرى فماش من يتفكر
تذكر اسمي . وإلا تنحى من خيالك رسمي
كيما انقطع من جنانك قسمي
والعيشة ضاقت والزمان تنكر
والشوق يلهب في قليبي وجسمي
كمثيل طوير فغير عشو وكر
تقص جناحو ، وبعيد عن وكرو يعاني اجراحو
والريح ماحبت تهز نواحو
لا من يسمع شكوتو ويصبر
هكاك نا قلبي فقد صباحو
ومازال باب الليل عليه مسكر
تمر بفكري الأيام اللي نعديها من عمري
أيام كان مليان كويس خمري
واليوم نا عطشان وكاسي مكسر
وما بقى عندي غير دمعة شعري
تبكي على الأيام وتتحسر
يا للايا ، يا تونس الخضراء يا مغنايا
يا مرتع الغزلان والغنايا
نمحي هالمكتوب الي تسطر
ولازم نحج ونبوس حجر الحنايا
ونطلب رضاك ورحمتك ونكفر




يامرتع الغزلان والغنايا
 

تعليقات