قراءة في مسرحية الملك لير لحسن المؤذن2

بقلم : محمد المي

الدرس الشكسبيري من خلال مسرحية"  الملك لير"
يتلخص في كلمة واحدة : الحب

علاقة الأب ببناته هي علاقة الحب المتبادل فيتضح ان هناك ضرب من الحب الخالص وهناك حب انتهازي

علاقة بنات الملك بأزواجهن تتوزع بين الحب الصادق والحب الزائف

علاقة الحاشية بالملك تتوزع بين الحب الصادق مثل المهرج والطببب والحب الكاذب بقية الحاشية

علاقة قائد الجيش بشقيقه علاقة تقوم على عدم الحب حيث الشقيق يسعى إلى التخلص من شقيقه  حتى يستفرد هو بالوجاهة والمنصب ويحتكر حب والده له

علاقة العاشق بمعشوقتيه تقوم على الحب الانتهازي الذي يجب أن يحقق نتيجة إيجابية في النهاية

علاقة الشقيقة بشقيقتها تنتهي بتسميمها من أجل الاستفراد بعشيقها

هكذا هي كل العلاقات التي تجمع شخصيات الملك لير وتدفعهم إلى الغعل فتكون النتيجة انكشاف خواء الذات الإنسانية وتفاهة العلاقات البشرية التي تقوم على الزيف والخداع والكذب والانتهازية والطمع فالإنسان ليس محبوبا لذاته وانما لما يمكن أن يتحقق منه والمنفعة التي يجلبها للأخر؟ 

ليست المسرحية كلها قتامة إذ فيها نقاط ضوء :

ساماتا:
البنت الصغرى للملك لير هي نقطة ضوء فهي مثال الحب الصافي لوالدها وهي رمز التضحية وصاحبة المبادئ والجريئة التي علا صوتها ضاربة بالطمع عرض الحائط  
قال لها الملك لير غيري أقوالك وإلا أحرمك من نصيبك في الجاه والملك وكان بإمكانها التراجع فأبت ورفضت
وأصرت على موقفها

زوج ساماتا :

الذي أقدم على الزواج بها وهي معدمة ولا نصيب لها في الميراث مفضلا الأصل الرفيع والسلالة الراقية على الثراء

المهرج :

الذي كان يقول للملك مالا يقدر غيره على قوله له ورغم طرد الملك لازمه في الفيافي والمنافي متحملا البرد والعواصف

طبيب الملك :
الذي تنكر في زي خادم واقترح على الملك أن يقوم على خدمته تطوعا

شكسبير من خلال هذه النماذج يقول أن على هذه الأرض مايستحق الحياة وأن الخير ممكن كما أن الحب ممكن وكل القيم النبيلة ممكنة حتى وإن انتصر الشر على الخير
هذه الرائعة الشكسبيرية على غرار روائعه الأخرى ولا أعرف هل كتب شكسبير غير الروائع ؟ حاول حسن المؤذن أن يخرجها ركحيا

امتدت المسرحية على ثلاث ساعات كاملة انطلقت حوالي السادسة و20دق لتنتهي على الساعة التاسعة و20دق وتوزعت على 40 مشهدا ؟

طبعا استغرقت زمنا  طويلا وذلك يدل على أن النص هيمن على المخرج فلم يقدر على اختزاله إذ كان يمكن التقليص من عدد المشاهد الى النصف وتحافظ المسرحية على روحها وتماسكها الدرامي المنشود ولا أعرف لماذا غير إسمها بدل " الملك لير " جعلها " في العاصفة..."
العنوان المقترح هو قراءة بشكل من الأشكال والعنوان محدد في العمل وأساسي ربما أراد منه حسن المؤذن العاصفة التي تعصف بالمشاعر أو العاصفة التي عرت الزيف الأنساني أو العاصفة التي عصفت بملك كان في راحة من عقله فدمر حياته فجأة وحياة مملكته ...الخ

ممكنات عدة ومبررات متعددة ولكني فضلت لو حافظ المخرج على العنوان الأصلي للمسرحية لأنه جسم النص وحاول أن يكون وفيا له عكس فتحي العكاري الذي قدم قراءة فكان يمكن أن يكون عمل العكاري يحمل إسم " في العاصفة ..." وعمل خسن المؤذن يحمل إسم:  " الملك لير"

يتبع

تعليقات