تونس وقضية فلسطين (6)

ان إعلاء كلمة العقل وتقدم العلم،  كل ذلك قضى على الفوارق العنصرية وعلى مظاهر التعصب الديني.  والبشرية جنحت إلى التجمع في أمم تمتاز عن بعضها،  ويربط بينها التضامن،  وتنصهر فيها فوارق اللغة والدين . وبفضل هذا التطور الذي يشرف العقل البشري ، فإن الجاليات اليهودية في بعض البلدان الاروبية ، التي تفوق سواها تقدما ورقيا ، اندمجت تدريجيا ، وانصهرت في البوتقة الفومية للوطن الذي اختارته لنفسها فتبناها.

وهذا التطور ينبغي أن يستمر وأن يمتد إلى جميع الأقطارالاروبية .

والواقع أن هذا التطور نالت منه الأحداث أكبر النيل قبل ظهور هتلر بزمن كبير ، عندما حاولت الحركة الصهيونية حمل اليهود في العالم على اعتناق وطنية ذات طابع عنصري أو ديني ، فلفتت إليهم الانظار ثم ارتاب الناس فيهم ، واخيرا تسلط عليهم اضطهاد أقل الشعوب الأوروبية تطورا .
وعليه فإنه يمكن القول بأن ما اتته الصهيونية من شطط وما ذهب إليه أولئك الذين ادعوا أنهم شعب الله المختار ، هو الذي تسبب بقسط وافر في ويلات اليهود .
وقد لا يختلف شأنهم عن ذلك شأن الزعماء النازيين الذين تغالوا في الطموح وانساقوا مع الخيال إلىإقامة ما أسموه بنظامهم الجديد ، فتصدى لهم العالم المتمدن ، ووقف في وجوههم دفاعا عن النفس ، فتحملوا بذلك ابعة ما  أصاب الشعب الألماني من خسران . وإن لرفض مئات الالاف من اليهود الأوروبيين العودة إلى بلدانهم الأصلية بعد سقوط هتلر واعتزامهم الهجرة إلى فلسطين مدلوله الواضح  ولكنهم اذ يفرون توقيا من عداوة الشعوب الأوروبية لليهود ، فإنهم قد يثيرون لدى العرب الذين لم يضطهدوهم قط في الماضي ، حركة عدائية بحكم الدفاع عن النفس.  

تعليقات