بن عروس الامتحان الحقيقي

بن عروس الامتحان الحقيقي

بقلم : الاستاذ جلال الهمامي

ماحصل بالامس بمحكمة بن عروس والضغط الذي مارسه جزء من الامنيين والذي اعتبروه وقفة احتجاجية مساندة لزملاءهم الذين اذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ بهم على خلفية تعذيبهم لمشتبه به يدعى عامر البلعزي تطورت الامور ووصلت الى حد الاعتداء على الاستاذ مهدي زقروبة بصفته المحامي القائم بالشكاية
انخرط الجميع في الحديث عن هيبة الدولة والمساس بالسلطة القضائية والتاثير على قراراتها ودولة البوليس والمساس بمنظومة الامن الجمهوري وهات من هذا الخطاب
لمن لايعرف عامر البلعزي هو احد المتهمين في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد وهو معروف بتشدده وهو خبير وضليع بشكاوي التعذيب كغيره من امثاله الذين تعودوا على رفع هاته الشكايات لما ستحققه من نتائج على راسها امكانية التفصي من الجرم لكون ما سجل عليهم لدى الباحث الابتدائي اي البوليس كان تحت طائلة التعذيب اضافة لكون جريمة التعذيب تعرض البوليس الى المساءلة والايقاف والسجن سكت الجميع عن هاته المعضلة وكيفية التعاطي معها ومعالجتها واصبحنا لانسمع سوى الحقوقيات والضمانات الشرعية لتحقيق المحاكمة العادلة لست ضدها لكن السؤال كيف السبيل لتحقيقها
المعضلة الثانية في واقعة بن عروس الحقد الاعمى وازمة الثقة العميقة بين المواطن التونسي والبوليس والتي لابد من حلها وايجاد ارضية مواطنة بين الامني والمواطن وهذه لن تتحقق الا بوعي البوليس وانه من حملة السلاح ووقفاته الاحتجاجية في مقرات السيادة كالمحكمة مسلحا هو ضرب من ضروب التهديد لمنظومة العدل والسلم دفاعا على الحمية القطاعية التي استفحلت وتفاقمت في كل المجالات
المسؤولية جماعية لحالة التنافروالتي تصل الى صراع القوة وفرض سلطان قطاع على حساب الاخرالحوار مطلوب بين كل هاته المكونات المتداخلة لخلق حالة من التعايش المشترك والتسرع في تحميل المسؤوليات لهذا او ذاك فيه تجني وتعميق للازمة
.