حيدود من حالة إبداعية إلى حالة إجتماعية

من يعرف عبد المجيد الجنحاني؟

لكن من لا يعرف حيدود ؟
    عندما تذكر قليبية تتذكر رؤوف قارة ومحمد صمود ومحمد الزواري وعلي الزنايدي رغم أن هذا الأخير يحسب على العاصمة كذلك حيدود واسمه الحقيقي عبد المجيد الجنحاني وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة بتونس التي انتسب إليها بين سنوات 62 و1968 ( اختصاص خزف).

        ثم نال الإجازة في باريس ( اختصاص الحفر في الخشب) .

          أقام أول معرض شخصي له سنة 1964  وعدة معارض جماعية وتربصا تكوينيا في الحي العالمي للفنون بباريس سنة 1978 حيث انطلقت رحلته هناك ليشارك في معارض جماعية وأخذته سنوات الغربة وامتد به الترحال كابن بطوطة او السندباد البحري الذي لا يعرف الاستقرار في مكان حتى يحل في مكان اخر وكان اخر معرض شخصي أقامه في تونس في رواق بلال سنة 1989 .

أقام منذ مدة معرضا شخصيا في رواق صلاح الدين بسيدي بوسعيد جمع له فيها رضا الصوابني صاحب القاليري ما يمكن جمعه من رسومه المائية المشتتة والمبعثرة والمتناثرة وهي اخر ماتبقى ومايمكن ان يبقى من حيدود لأنه أصيب بارتعاش في اليد لن يمكنه من الرسم أو التلوين في قادم الأيام  إذ تحول صاحبنا من حالة إبداعية إلى حالة اجتماعية يعاني المرض وألام الشيخوخة  والوحدة والحاجة المادية اذ لولا بعض أصدقائه ممن يؤمنون بموهبته أمثال رؤوف قارة لكان وضعه أسوأ مما هو عليه الان

زرت أمس معرضه وقد أشرف على الانتهاء يوم 25 فيفري اخر اجاله وقد انطلق منذ يوم 10 فيفري وعلمت أن أصحابه يبحثون طريقة لإقامة معرض استعادي له عساهم يجمعون له بعض المال ليقاوم به مصائب الزمن ونا تبقى في العمر من أيام؟   

رسوم حيدود أو ماتبقى منها تنبىء عن  رسام كبير لون واستلهم من خطوط الحياة وتجاعيد الأيام ما يحفر في ذاكرة الزمن اسمه ورسمه .

حيدود يحتاج التفاتة تصون اسمه مذلة السؤال وتحفظ قدره من الهوان فهل من مجيب حتى نقول له شكرا ؟

تعليقات