تونس وقضية فلسطين(10)

                                      كوبنهاقن 6جوان 1963

            إسرائيل مظلمة سلطت على العرب

                                      
                                       من الندوة الصحفية التي
                               عقدها الرئيس الحبيب بورقيبة
                          بمدينة كوبنهاقن يوم 6جوان1963
                       في نهاية زيارته الرسمية إلى الدنمارك

أجاب الرئيس الحبيب بورقيبة على سؤال بشأن موقف تونس من دولة إسرائيل، ألقي عليه في الندوة الصحفية التي عقدها فخامته بمدينة كوبنهاقن يوم 6جوان 1963 في نهاية زيارته الرسمية إلى الدنمارك فقال:

أننا ننظر إلى إسرائيل باعتبارها دولة فرضت وجودها بالقوة  وسمحت لنفسها بأن تحل محل شعب لم يحمل في الماضي مشاعر العداء لليهود ، متذرعة بأنه كانت توجد دولة يهودية في هذه الأصقاع منذ ألفين وخمسمائة سنة ، لذلك نعتبر أن دولة إسرائيل لا تزيد عن أن تكون صيغة  من صيغ الاستعمار.
وقد كنا أول من تاثر لآلام الشعب اليهودي في اروبا الوسطى والشرقية ، لكن هذه الآلام لا يمكن أن تكون مبررا لاراحة أروبا من الفئات اليهودية التي نجت من المغامرات الهتلرية ولأقرارها بالقوة  في البلاد الوحيدة التي لم تضطهد اليهود البتة . فنحن نعتبر أن هذه مظلمة وانه كان يتعين ايجاد حل أقل ظلما يكفل وضع حد لآلام شعب إسرائيل وبؤسه وتقتيله ، على أن يكون مغايرا للحل الذي اختير وتمثل في فرض دولة إسرائيل في منطقة يعيش فيها سكانها منذ ألفي سنة ، بحجة أن الحياة أصبحت مستحيلة بالنسبة لليهود في المانيا أو النمسا .
هناك إذن مظلمة نتألم منها مثلما نتألم لواختير عوضا عن فلسطين قطر مثل اللكسمبورغ أو جزيرة ماجوركا أو مدغشقر ليطرد منه سكانه ويحل محلهم سكان آخرون  . فهناك كثير من الأصقاع التي هي في حاجة إلى المهاجرين لاحيائها.  وكان في الإمكان أن يوجد حل آخر يراعي الرغبة الشرعية في توفير أمن اليهود . وبالطبع يكون مراعيا أيضا لحق السكان العرب في أن تكون لهم الحكومة التي يرتضونها ، فمن بين السمان العرب بفلسطين طائفة من العرب اليهود والعرب المسيحيين . هذا رأيي في هذا الموضوع بصورة إجمالية.

تعليقات