ملخص مداخلات ندوة اتحاد الفنانين التشكيليين بالحمامات 2

بين الواقعي والخيالي

د.حلمي الجريبي

تهدف هذه المداخلة إلى تقديم تجربتي التشكيلية الرقمية والتي تتموقع بين الواقعي القريب الملموس تارة و بين الخيالي و المتخيل (الافتراضي) تارة أخرى.
فانطلاقا من تحليل بعض التجارب الفنية في مجال الفوتومنتاج الرقمي لبعض الفنانين العالميين و التي تفسر أن  علاقة الرسم (التصوير) و (الفوتوغرافيا الرقمية) المونتاج الرقمي تعد علاقة متاحة و متينة . وان هذه العلاقة هي علاقة تلاقح متبادلة بل و مستمرة فيما بين الوسيطين. ولا سيّما تقنية التّصوير الفوتوغرافي التي تعتبر شكل من أشكال التّزاوج ما بين الحامل الرّقمي والرّسم الزّيتي.

لتصبحت شاشة الكمبيوتر هي مساحة اللّوحة، التي بدورها تُظهر المعلومات البصرية اللازمة للإنجاز. فإعداد اللّوحة الفوتوغرافيّة الرّقميّة يشبه إلى حدّ كبير عمليّة إعداد اللّوحة التقليدية، والفرق الوحيد هو الأداة والمواد المستخدمة. بحيث تكون البداية بتحديد الموضوع والملامح العامة للعمل (كإعداد الخلفيّة مثلا)، ثم كمرحلة ثانية يتم جمع الصور الفوتوغرافية المنجزة، ومن ثم تطويعها وتعديلها على شاشة الحاسوب عبر برمجيات معالجة الصورة وذلك دائما لخدمة للفكرة المطروحة ذهنيّا والتّركيبة المنشودة.

فريد العرفاوي
أستاذ مساعد بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس

                         مستقبل الفن التشكيلي العربي المعاصر في ظلّ تسارع التقدّم التكنولوجي
  
     إنّ كلّ المراحل والأساليب التي مرّ بها الفنّ التشكيلي منذ بدأه الإنسان المسمّى بالبدائي على جدران الكهوف، ثمّ اعتمده الفراعنة على جدران المعابد والمقابر منذ آلاف السنين، حتّى يومنا هذا، انتهت بلا رجعة. ودخل العالم وفنّانوه في عصر جديد مختلف جذريّا، إنّه عصر "الفنّ الافتراضي"، الذي تشكّل ولا يزال ضمن الكون الرقمي، وعبر العديد من الوسائط والأدوات المتطوّرة تكنولوجيّا، والتي أسّست فكرة جديدة تماما للفنّ وعلمه الجمالي ووضعه وانتشاره، ويبدو أنّ فكرة المتاحف ذاتها، بمفهومها التقليدي تراجعت نتيجة تسارع التطوّر التكنولوجي لصالح المتاحف الافتراضيّة. كما أنّ الانترنت باتت تغيّر هيكل أدمغتنا بطرق غير عاديّة وبسرعة لا نستطيع مجاراتها، حيث يتسارع التقدّم التكنولوجي لدرجة أنّ المستقبل يحلّ علينا بأسرع من قدراتنا على توقّعه. هذا الحاضر الجديد أصبح يمثّل نهاية الأنماط والأساليب الفنيّة التشكيليّة التقليديّة، وتهديدا لمستقبلها وإعلانا لموتها ( إن صحّ التعبير). وهو ما من شأنه أن يشكّل مصدر قلق على مستقبل هذا الإبداع الفنّي التشكيلي المعهود، بخاصّة على تجلّيه الأكثر انتشارا في اللوحة، باعتبار أنّ المتلقّي اليوم- في أغلب الأحيان- قد انغمس في الكون الرقمي، مفضّلا الإثارة المتقبّلة من الواقع الافتراضي، وعلى حدّ تعبير الفيلسوف الألماني "والتر بنيامين": "عمل الفنّ في عصر الاستنساخ الميكانيكي".

من هذا المنطلق نطرح التساؤل حول مستقبل الفنّ التشكيلي العربي المعاصر في ظلّ تسارع التقدّم التكنولوجي، المدجّج بإمكانات ووسائل وأدوات حديثة تتعارض مع العمل الفنّي الفردي، ضمن الكون الرقميّ الذي بات أمرا واقعا؟

تعليقات