قضية فلسطين قضية استعمارية

                                      القاهرة 16 جانفي 1964

                                  من الخطاب الذي ألقاه فخامة
                                   الرئيس الحبيب بورقيبة في
                                       مؤتمر القمة العربي الأول

ألقى الرئيس الحبيب بورقيبة يوم 16 جانفي 1964 خطابا في مؤتمر القمة العربي الأول بالقاهرة جاء فيه بخصوص قضية فلسطين مايلي:

وانه لمن دواعي التفاؤل ، أن ينعقد هذا الاجتماع بين المسؤولين عن الخطوط العربية قاطبة للتشاور في قضية تمس العرب في الصميم ولكنها أخطر من أن ينحصر الاهتمام بها في العرب وحدهم لأنها في الحقيقة إحدى مشكلات هذا العصر وإحدى قضايا الإنسانية عامة .

فقضية فلسطين ليست فقط قضية بين عرب ويهود . وإنما هي قضية شعب افتكت بلاده من ايديه بالقوة والاستبداد ، ليحل محله بها أناس نزخوا إليها من أصقاع متباينة ، ولا تربط بينهم إلا العصبية العنصرية والحمية الدينية ، والاعتقاد الضال بأن مانزل باليهود من تشتيت وتفرقة ، يمكن جبره بالقهر وبسفك الدماء وتشريد الأبرياء.

هذه قضية فلسطين في نظرنا . وهي لا تختلف في جوهرها عن سائر المشاكل الاستعمارية ، وهي لا تختلف بالخصوص عن قضية أولئك الأفارقة بجنوب أفريقيا الذين اغتصبت بلادهم وأصبحوا فيها مشردين منبوذين .ومن الغريب المؤسف أن الدول الافريقية التي تقاطع حكومة الميز العنصري لم تفهم في غالبيتها أن لا إختلاف بين القضيتين ، وأن المأساة بفلسطين قد تكون اشنع وافظع لأن المستعمر الصهيوني بغيته آن يستقل بالبلاد كلها وأن يطرد منها البقية الباقية من سكانها الأصليين.

فقضية فلسطين قضية استعمارية ، وخصائص المشكل الاستعماري كلها مجتمعة فيها:   

تعليقات