ملخص مداخلات ندوة اتحاد الفنانين التشكيليين بالحمامات


الفن في القرن العشرين في ظل طغيان الوسائط التكنولوجية

د.نسرين البياوي

يتأرجح الفن في القرن العشرين في ظل طغيان الوسائط التكنولوجية بين قطبين, قطب يعتني بالمادة في حضورها الحسي الملموس وقطب يعتني بحضورها الحسوي الذي نتبين حضوره عبر خصوصياته اللامرئية والطاقية أو عبر الصورة والمشهد الذي تمكنه الوسائط التكنولوجية كفن الفيديو و الصورة الفوتوغرافية وفي ذلك أخد ورد خصوصا إذا ما طرح موضوع البحث في الذاتية التي قد تدحض وتتلاشى وقد تتدعم وذلك تبعا لكيفية وطريقة تناول العمل الفني من قبل الفنانين الذين انشطروا إلى قطبين, قطب يعتني بحضور المادة وقطب يعتني بتمثيل المادة. فهل في هذا التدخّل التّكنولوجي من صور فوتوغرافيّة وفيديو دحض للذّاتية أم تعميق لها ؟ وهل تمكّننا هذه الوسائط من تجاوز نظريّة الفنّ كتقليد ومحاكاة أم أنّها  تدعّمه و تزيده رسوخا ؟ هل تساعد هذه الوسائط التكنولوجية بما تقدمه من إمكانات افتراضية من إيجاد مداخل تعبيريّة جديدة أم أنّ ذلك الاستعمال هو ضرب من الاستحداث المفتعل لمخاطبة ذهن المتفرّج وإيهامه خصوصا إذا ما تدخلت لمعالجة إشكاليّات ماورائيّة قد تستعصي على التّقنيات الفنيّة المألوفة مثل إشكاليّات الموت والحياة، الخلق والعدم والوجود؟

حدود الفضاء الافتراضي و مدى تأثيره في ذهن المبدع و ذهن المتلقي

الباحثة:جيهان القارة

انغراس الذات المبدعة في الواقع بتقلباته الحسية ، التقنية و الإدراكية لما يحيط بها هو حتما الاتجاه نحو بناء رؤى فنية مغايرة لما الفته جعبتنا المعرفية من كلاسيكيات الفنون و الانطلاق بقوة نحو مستقبل تشكيلي طلائعي زاخر بكل مقومات التكنولوجيا الرقمية التي تتلخص بالسمعي البصري ، السينما أو الفنالافتراضي عموما ليخرج الفنان من صمته نحو مشافهة اليكترونية تدور أحداثها حول الواقع، سلاحه فيذلك الكومبيوتر

اطلاعي على الفن الافتراضي جاء مع طفرة غرائبية على مستوى الفنون الغربية الوافدة لنا عن طريقالشبكة العنكبوتية أو المادة الفيلمية أو بما يسمى المادة الرقمية "الديجيتالية" التي فرضت نفسها من خلال الفيديوهات القصيرة أو ما تتداوله الصفحات الاليكترونية وما لفت انتباهي سرعة انتشار الفن الافتراضي لاتسامه بالتجدد ، الفاعلية و تقمصه دور البطولة في الفن المعاصر اليوم، لا بل انه استثمر و بشكل غير محدود لمعطيات الواقع و كل ما طرا عليها من مستجدات تقنية و رقمية ليختلط الحابل بالنابل و لتتهجن الفنون و تتزاوج مع المعطى التخيلي الغير ملموس لنبني جسرا قوي العواميد أساسه مجموعة من الثنائيات التي اعتمدها كمثال مرجعيتي الفنية "ميغيل شوفالييه" 1 : العلم و الفن ، الطبيعة و البصريات ، العمارة و المدن الافتراضية ، تحويل الزخارف من الفن الإسلامي إلى العالم الرقمي و لتتكون في النهاية
صورة جديدة عن العمل الخارج عن الطبيعة الشكلية المألوفة و ليتحول نحو الإدراك الحسي للطبيعة الديناميكية للفن و ليصبح المتقبل جزءا لا يتجزأ منه فيتحول المشاهد إلى فاعل تثار لديه مخيلته بالصور الذهنية و تتغلغل حواسه فيتقمص بدوره افتراضيا الشخصية و يضع نفسه داخلها، تتجانس بذلك مكنوناته النفسية و المدلولية لتكون من خلالها الصورة الفنية الافتراضية مرآة يرى فيها نفسه و واقعه المادي ألذاكري التاريخي، السياسي ....

تعليقات