وسائل إثارة الضحك في المسرح (2)


بقلم : حسن الزمرلي


فترى من هذا الموقف كيف نجح المؤلف العبقري في استعمال جميع العناصر حتى استطاع إثارة الضحك في المتفرجين مهما كانت طبقتهم وكيف جعل ثلاثة الأنواع الأولى مرتبطة بالنوع الرابع الأصلي وهو الضحك بالشخصية.

ويلاحظ أن هذه الأنواع الأربعة المختلفة في أصلها تختلف أيضا في غاياتها، فالاشارة والكلام هما وسيلتان للتأدية يستعملها المؤلف ليبلغ للمتفرجين التأثير المضحك الذي يريد إبلاغه إليهم والموقف والشخصية هما اصل المادة المضحكة. فهما النقطتان الأصليتان اللتان يصدر منهما التأثير الذي يريد المؤلف الحصول عليه لا الوسيلة التي يحصل بها على ذلك التأثير. وهكذا فإن الإشارة أو الكلمة إنما هي في غالب الأحيان العلامة التي ينتبه بها المتفرجون إلى محل الضحك من المؤلف أو الشخصية.

ففي الموقف الذي اتخذناه مثالا نرى في إعادة لفظة المال _المال دلالة قاطعة على شدة بخل هرباقون والصفعات التي يتحملها ماترجاك هي نتيجة محسوسة للحالة الأسيفة التي وضع فيها نفسه.

وبهذه الصورة فإنه من الممكن أن يكون للكلمة وللاشارة تأثير مضحك خاص بهما سطحي في معناه وان تكون لهما قيمة أخرى أعمق وأهم بقدر مايستعملهما المؤلف كرمز لبيان موقف أو لتحليل شخصية.

هذه الوسائل لإثارة الضحك أما مراتب قيمته بالنسبة إلى درجة المتفرجين فإنها تكون موضوع دراسة أخرى انشاء الله.

تعليقات