نهاية الحكاية

علامات   

                                     بقلم رياض المرزوقي
****************************************
( العلامات روح الطريق )


84 - نهاية الحكاية                      

        ( وكانت نهاية قصّتنا
                                                                كما مالت الشمسُ للمغرب )

يخترع القصّاصون نهايات سعيدة في المسلسلات , والأفلام .  والواقع أنني عشت أكثرمن قصّة تنتهي بالمأساة , أو بالفراق على الأقل .
ولا أجرؤ على تعميم ما حدث لي , فربما وجدت قصصا  سعيدة , لكنني لا أعرفها .
قال نزار قباني
( الحب ليس رواية شرقية       بختامها يتزوّج الأبطال )
وقال غيره
( العمر سحابة أوهام          ونهايته وهم أكبر )
وقال
( أما خُطّ فوق الجبين شقائي     فلو كنت حظي لعشت شقيّا
طريقان نحن افترقنا وجوبا      وإن كان سعدك في ساعديّا )

هذا التصوّر للنهاية عاش معي على مدى حياتي , وعندما طلب مني الصديق ( مراد الصقلي ) تأليف قصّة مغناة ( حكاية طويلة ) سنة 1999 على ما أذكر , صارحته بأنني سأفكّر في الأمر , وطلبت مهلة لا لأنظم الأغاني , بل لأنني كنت خائفا إلى حد الرعب من تجدّد الإحساس عندي بهذه النهاية , خاصّة وأنني لا أنظم إلا في تجاربي الشخصية , وما حدث لي في حياتي .

وبعد أيّام , قدمت له قصة محبين افترقا , والتقيا ذات يوم , واقتنعا في النهاية بأنالماضي لا يتجدد , وأن "الجرح " القديم لا يشفى .
وكنت كلّما استمعت إلى كلماتي , أتذكّر تلك التي خرجت من حياتي كانها حلم طلعتعليه الشمس . اعتذرت عن حضور التمارين , ثم عن حضور الحفلات , دون تفسير فمن المستحيل أن يتفهم الناس أن الشاعر يموت في كل مرة يسمع فيها نظمه .

من المستحيل أن يدرك الناس أن الفراق في المغناة هو في الحقيقة فراق الموت الذي أودى ببطلة القصّة , في الواقع .

ومن الصدف الغريبة أن إحدى الحفلات تمّت في موطن الراحلة , ولست على ثقة بأني كنت قادرا على تحمّل الجلوس على مقعد المشاهدة لأحداث زلزلت كياني ,وخلّفت في جوانحي جرحا غائرا لا يمكن أن يلتئم .

لست مستعدا لأن أعيش من جديد قصصي ( وهي كثيرة , تتشابه نهاياتها ) ,
فعيشي فيها هو شيء من الموت !



تعليقات