أصدرت دار نيرفانا لصاحبها حافظ بوجميل كتابا فنيا فاخرا عن تجربة الفنان التشكيلي التونسي حمدة دنيدن وقد سبق وأن أصدر حمدة دنيدن كاتالوقا صغير الحجم يضيء بعض رسومه غير أن الكتاب الذي بين يدينا هو أرحب وأضخم وأكبر .
الكتاب قدمته علياء حمزة وكتب نصه حسين التليلي إضافة إلى كلمتين واحدة للهادي التركي والثانية لإبراهيم العزابي .
المعروف أن حمدة دنيدن يقلد الفنان الكولمبي بوتيرو الذي يرسم الأشخاص ذوي البدانة محاولا تقديمهم بشكل لافت قد تعكس أشكالهم القوة وقد تثير الانتباه إلى عظمتهم وقد عمل دنيدن على تونسة تجربة بوتيرو بطريقته الخاصة إذ يصور شخوصه في أماكن تونسية كسيدي بوسعيد أو في أحياء شعبية أو أسواق أسبوعية مستعملا التقنية العادية للرسم المسندي حيث يقتصر على صب الألوان الزيتية على الخامات وأحيانا يوظف تقنية الكولاج والغالب على رسومه هي الشخصيات النسائية التي تجول في عوالمها وجسدها في وضعيات مختلفة حتى لكانه لا وجود للذكر ماعدا بعض اللوحات التي لا يحضر فيها الرجل حضورا مركزيا بل ثانويا.
هل هو انخراط في تصور نسوي على حد تصور نوال السعداوي : اصل العالم أنثى ؟ ام هو محاولة لتأنيث الكون ؟ أم هي تأكيد على الانثى التي تحرك المبدع وتختفي فيه ؟ سؤال يستلزم بحثا معمقا وخصوصا في نفسية دنيدن والبحث عن تركيبة شخصيته.
الكتاب الفني الفاخر الجميل يعزز المكتبة التشكيلية التونسية ويرسخ تجربة فنان متميز يدعى حمدة دنيدن.
كتاب ننصح بقراءته وامتلاكه وليت كل فنانينا ينسجون على منوال دنيدن فشكرا لدار نيرفانا على هذا المستوى الجيد من الطباعة والإخراج الفني الذي يؤكد تطور فن الطباعة
تعليقات
إرسال تعليق