21 افريل 2018
علامات بقلم
رياض المرزوقي
87
- ليت يدي قطعت ! " الغريب
من كان غريبا في وطنه " ( التوحيدي )
كان من المفترض أن تختم هذه العلامات
بورقة استبشار أو تفاؤل , ولكن الخواتم -
كما ذكرت - في ورقة سابقة تكون غالبا
مؤلمة .
وعلى كل , فلست من المنتظرين لشيء
كبير من هذا الزمن , ولا من أه
وقد غيّر إشرافي على السبعين من
العمر الكثير من نظرتي إلى الحياة فقد صار شغلي
أن أعيش في سلام . وهو مالم يتسنّ لي
إلى اليوم .
كنت أتصوّر , وبعض التصوّر إثم كبير
, أن عنائي مع النشر والناشرين قد انتهى ,
فإذا هو في بدايته , ومع مؤسسات
" محترمة " لها اسم وصيت وسمعة .
كنت أنوي أن أنشر قصّة معاناة محمد
المرزوقي مع النشر في كتاب خاصّ , فإذا بي
أحتاج إلى جزء ثان يخصّني !
يؤسفني حقّا أن أتوقّف عن الكتابة ,
فلم أعد أؤمن بها , على الأقل في هذا الزمان , وهذا
المكان . وليس خلافي مع بعض الناشرين
سوى ضربة قاتلة , قاصمة , قضت على ما
تبقى عندي من ثقة في إنسانيّة الناس
.
ربما تكون هذه آخر الجمل التي أكتبها
, ويؤسفني أنها ترسم صورة بشعة للنشر
والكتاب في تونس .
ندمت على كل كلمة كتبتها , وعلى كل
ورقة ملأتها بالحبر , ندمت حتى على
تخصّصي في مجال يفرض عليّ الكتابة .
قال أحد كتابنا القدماء لا فضّ فوه !
تعليقات
إرسال تعليق