جماعة تحت السور 22

بقلم : محمد المي

عبد الرزاق كرباكة : 1901 _1945

أفضل من ترجم له هو استاذنا الراحل أبو القاسم محمد كرو رحمه الله في سلسلة أعلام المغرب العربي (الحلقة الأولى ) الصادرة سنة 1965 عن دار المغرب العربي وكل ما كتب بعد ذلك لا أهمية له لأنه إما نقل عن مجلة الثريا أو نهب لهذا الكتاب ولا توجد إضافة.

ولد كرباكة سنة 1901 في تونس العاصمة لعائلة  تتعاطى صناعة الشاشية "شأن معظم المهاجرين الأندلسيين"  لأن كرباكة من أصول أندلسية و " سنراه فيما بعد من المتحمسين والمدافعين عن الصناعات التقليدية وخاصة منها صناعة الشاشية. .يوم تعرضت هذه الصناعات إلى الكساد والانهيار والافلاس بسبب سياسة الاستعمار ".

عاش كرباكة يتيما شأنه شأن الدوعاجي والعريبي فقد توفي والده سنة 1908 اي سن كرباكة سبع سنوات وربما وجد في التعليم ضالته حيث تميز عن أقرانه فنبغ لذلك انتقل بسرعة إلى التعليم الثانوي الزيتوني وتحديدا سنة 1917 وعوض أن يواصل الدراسة لنيل التطويع إلا أنه انقطع ودخل ميدان التجارة والصحافة .

اشتغل بداية عهده محررا في جريدة "المضحك" وهي جريدة هزلية انتقادية تمكن كرباكة بسرعة من رئاسة تحريرها خلفا لحسين الجزيري الذي تركها سنة 1920 لينصرف إلى تأسيس جريدته "النديم" . انتقل كرباكة بعدها إلى جريدة أخرى هي " لسان الشعب" التي تميز فيها بسانحته الأسبوعية "حديث الثلاثاء" تقليدا لطه حسين صاحب حديث الأربعاء.
وآخر جريدة ترأس تحريرها هي " الزمان " قبل أن يتركها لمحمد الصالح المهيدي وكان تاريخ التحاقه بهذه الجريدة سنة 1932 حيث أعلى من شأنها وطورها وأخرجها من حال إلى حال وجعل لها شعارا فريدا شخصيا وظفته عندما أسست جريدتي "الوقائع " في نسختها الورقية حيث قال كرباكة شعرا:

اقرأ الجريدة راضيا أو سبها                لا شيء غير الحق يرضي ربها

شأن الصحافة أن تسير شعبها              نحو الهدى ، لا أن تساير شعبها

وكرباكة في طبعه يحب التميز والاختلاف ويرى أنه لا يجدر أن يحيا حياة القطيع إذ علمته الحياة أن يكون واقعيا يختار ما يفعل ويحدد شكل إقامته في العالم وفق تصوره الخاص لا مسايرة لتصورات العامة أو خضوعا لتصوراتهم وأوهامهم فقد قال:

"انتم تتغنون على توقيع ، وأنا أتغنى على توقيع أخر! 
أنتم تستلذون أصداء لحون الأوتار التي أجهدتم نفوسكم وأرهقتم قرائحكم في تنسيقها وانسجامها،  وركبتموها على قضبان من حياة ليست هي الحياة ، وأنا استلذ أصداء لحون الأوتار المشدودة على صميم قلب الحياة .
أنتم تتغنون بما يمكن أن يكون وانا أتغنى بما هو كائن "!

تعليقات