هل تريد أن تعرف : الاستاذ البشير العريبي

بقلم : محمد المي

اهتزت الأوساط الأدبية هذه الأيام لوفاة الاستاذ البشير العريبي ( 1923_2018) اي عن سن تناهز 95 عاما.
والراحل على أهمية ثقافته ومعارفه لم يؤلف كتبا وإنما كان يكتب للضرورة في الجرائد والمجلات كالصباح والندوة والفكر والسبيل والهداية ومجلة قدماء الصادقية ومجلة قصص...الخ. وكتاباته لا تخرج عن الشعر وأغلبه في مراثي الرجال الاعلام أو مقالات تراجم وهو زيتوني وقام بالتدريس في المدرسة الصادقية لذلك هو من قدماء جمعتي الزواتنة والصادقيين.

أمن بالعمل الجمعياتي لذلك انخرط في عديد الجمعيات كجمعية الشبان المسلمين ونادي القلم ونادي القصة واتحاد الكتاب التونسيين فضلا عن الكشافة التونسية التي تولى فيها مسؤوليات كبرى على المستوى الوطني وأدار مجلة السبيل الناطقة باسمها .
هو من أصول جزائرية ولا علاقة له بالقصاص والشاعر محمد العريبي صاحب مجموعة الرماد وقد كتب مقالا في مجلة الفكر ليؤكد عدم صلته بالعريبي المشهور بانتسابه لجماعة تحت السور .

نظرا لثقافة الزيتونية فقد كان عارفا بطقوس الموت والدفن والتأبين وقد كان الأعيان يلتجؤون إليه إذا توفي علم مرموق وقد قام بتأبين العديد من الشخصيات وكتبت أشعاره على أضرحتهم.
تعامل مع الإذاعة وشارك في برنامج عنوانه حديث الصباح قدم فيه عديد الأحاديث ذات الطابع الوعظي والأخلاقي. وله إسهامات قليلة في التلفزة التونسية حيث قدم عديد المرات حديث رمضان. وأسهم في بعض البرامج المتصلة بالشخصيات الأدبية.
كان يتردد على بعض المجالس الأدبية كمجلس الخميس بمكتبة علي العسلي ثم ابنه صالح ومجلس الشيخ محمود شمام وكان شبه ملازم لشيخ الأدباء محمد العروسي المطوي وصديقا لحمادي الساحلي و الجيلاني بلحاج يحيي ومحمد اليعلاوي رحمهم الله جميعا.
دمت الأخلاق،  بشوش ، لم يكن دعيا،  كان عارفا بمقامات الرجال، متدينا ، رغم كبر سنه فقد سعى هو الى معرفتي عندما لمع اسمي في المشهد الثقافي وقال لي رحمه الله أني اتابع باستمرار ماتكتب وسألني عن بعض المسائل و رغم أن لقائي به لم يتجاوز بعض الصدف العابرة في نادي القصة أو في نادي قدماء الصادقية أو في مكتبة سحنون أو العسلي أو مقبرة الزلاج حيث حضرت لتأبينه بعض الشخصيات فإن علاقة المودة والاحترام بيننا لم تنقطع .
أغلب أشعاره يحتفظ بها الاستاذ الحبيب شيبوب رحمهم الله جميعا .
بوفاة الاستاذ البشير خسرت تونس علما من اعلامها ورجلا من رجالاتها.