المساواة في الإرث خطأ في حق الدين والناس

المعذرة سيدي الرئيس
         المساواة في الإرث خطأ في حق الدين و الناس


بقلم : الناصر التومي 


   سيدي الرئيس سنة رسولنا الأكرم تفرض علينا النصيحة لولاة الأمور باللين وفي السر، لكن بما أننا لا نستطيع أن نقترب منك للبوح إليك بما يعتلج في صدورنا، ولم نجد إلا وسيلة الإعلام هذه لتبليغ صوتنا، فإننا سنحاول تقديم النصيحة بكل احترام لمنصبك كولي أمرنا حسب ما أمرنا به رسولنا:
ـ عن أبي بكره الثقفي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله (رواه الترمذي)
ـ عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإذا عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإذا جار كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر..,.
سيدي الرئيس أحاديث احترام الحاكم وعدم الخروج عليه لا يؤمن بها الإخوان المسلمون( النهضة في بلادنا )، ويطلقون عليها أحاديث ضعيفة أو موضوعة، أما العلمانيون والملاحدة  فمرجع الكتاب والسنة ليس من شأنهم، والغريب والعجيب أنهما يتفقان في مسألة وجوب الثورة على ولي الأمر.
    سيدي الرئيس لا نعلم من غرر بك بأن تقترح قسمة الإرث بالتساوي بين الذكر والأنثى وقد احترز من هذا الأمر الرئيس الحبيب بورقيبة، وكان ـ ياكل ويقيس ـ لذلك لم يقترب من هذه المعضلة لأنه يعلم أنه سيفتح على نفسه صداما هو في غنى عنه، النص القرآني صريح في هذه المسألة ولا يتطلب الاجتهاد أو التأويل:
ـ يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين(النساء)
     نعلم أن العلمانيين، واليساريين، والملحدين، والديمقراطيين والديمقراطيات  ومن ورائهم الماسونية العالمية،خاصة يوسوسون ويجهرون بالليل والنهار بهذا الأمر، وكان عليك أن تعلم أن قانون الله أولى من آراء الناس أجمعين ولو كانوا على أعقل رجل واحد، لأن الله أعلم بمصلحة عباده من أنفسهم، وخاصة أن لا مجال فيه للاجتهاد، وإعمال الرأي بصريح الآية.
     سيدي الرئيس كان عليك أن تأخذ حق الأنثى من أرباب العائلات في الريف التونسي الذين لا يعترفون البتة بتوريث الأنثى لا النصف ولا الثلث ولا الربع ولا هم يحزنون، فقراء كانوا أو أغنياء بتعلة أنهم لا يعطون أرزاقهم للأصهار، اعط الإذن لوزارة الشؤون الاجتماعية للتحري في هذا الأمر، وسوف تتحقق أن الكارثة هنا، هذا دورك ودور الدولة أن تفرض تقسيم الإرث بشرع الله، وأن تأخذ الأنثى حقها بشرع الله، لا أن نتبجح بإصدار قانون توريثها بما لم يشرعه الله،  سيدي الرئيس أنك تفتح على نفسك بابا لن يغلق إلا بفوضى أنت المتسبب فيها دون علم ولا بصيرة.
سيدي الرئيس باقتراحك هذا ستلهب نار الإرهاب على بلدك وعلى شعبك، سيجد الخوارج الدواعش، المكفرون لولي الأمر والحكومات والجيوش والأمن والشعوب تعلة لضربنا وبأقسى ما كان، وسينعتوننا بالدولة الكافرة والشعب الكافر، لأننا غيرنا في شريعة الله، ونشجع المنتمين لهذا التنظيم والخلايا النائمة لمحاربتنا بتعلة محاربة الكفر الذي ستجلبه علينا، وليتك استشرت أهل العلم  كما جاء في قرآننا الكريم ـ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ـ( النحل) كما تستشير المتخصصين في الإقتصاد والمال، والفلاحة والبيئة وغيرها من الاختصاصات.  لقد لاكت القنوات المصرية هذه الردة التي أشعتها في تشريع الإرث والسماح للمسلمة الزواج من غير المسلم حتى لو كان بوذيا، وهذا من شأنه أن ينعكس على أمننا القومي من ترصد الدواعش لنا وضرب استقرارنا وأنت كولي أمرنا تسببت فيه.
وأتساءل لماذا لم يتدخل الشيخ الغنوشي وهو العالم بقدسية التشريع الإسلامي في هذا الأمر، أم يخاف من بقية الأحزاب من اتهامه بالعودة إلى تبني المسائل الدينية بعد أن أصبح حزبه سياسيا مدنيا لا دينيا، أم ضغط عليه من الماسونية العالمية، أم أن شغله منصبّ على الهيمنة على البلاد وربما رئاسة الجمهورية، وهو ديدن الإخوان المسلمين من عهد حسن البنا، فاحذر سيدي الرئيس ربما ترك لك الشيخ الغنوشي الحابل على الغارب ليسقطك في الانتخابات المقبلة بذكاء نادر، فالشعب التونسي متمسك بإسلامه رغم الانحرافات العديدة، لكنه لا يتسامح لمن يرفض تشريعا صريحا في القرآن لا اجتهاد فيه.
  لقد لاكت القنوات المصرية هذه الردة التي أشعتها في تشريع الإرث والسماح للمسلمة للزواج من غير المسلم حتى لو كان بوذيا، وهذا من شأنه أن ينعكس
وقد نتساءل عن موقف مفتي الديار التونسية من موافقته لرأيك المخالف للشريعة وهو المتخصص في هذا الشأن، ويعلم جيدا فداحة ما أنت مقدم عليه، وهو حارس الشريعة بالبلاد وجدار الصد الأخير، فإن كان مقتنعا فتلك الكارثة، وإن كان استرضاء لك فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، فتلك مصيبة ستتحمل وزرها مع المفتي إلى يوم الدين الذي سيلجم بلجام من نار.
سيدي الرئيس نصيحة إذا كنت مؤمنا حقا بأن تشريع الميراث قد فصل فيه الله في قرآنه، فتراجع عن قرارك فالعودة إلى الحق فضيلة.
اللهم فاشهد أنني قد بلغت.

تعليقات