هكذا وجدت بغداد (1)

بقلم : محمد المي

تعاند وتكابر كي لا تظهر آثار السياط على ظهرها
تئن دون إصدار صوت حتى لا تستعطف من حولها
هكذا وجدت بغداد
أخذنا صديقنا الشيوعي وهو روائي وشاعر وقال لنا ونحن نهم بالخروج من فندق الشيراتون أرأيتم هذه الساحة؟ (يقصد ساحة الفردوس )  ودون أن ينتظر اجابتنا واصل مسترسلا هنا كان تمثال صدام حسين الذي رايتموه ينهار وقد صارت هذه الساحة مأوى للسيارات.
اتجهنا صوب الكرادة وطفنا بتمثال الكهرمانة تلك المرأة التي صبت زيتا ساخنا في الجرار حتى تفضح أمر الأربعين لصا في خرافة علي بابا ولا اعرف لماذا اختاروا نصب تمثال لها في مدخل حي الكرادة. 

ربما هي رسالة صدام للصوص بغداد والخونة ! لأني لم أفهم رمزية التمثال رغم جمال نحته؟
سألته : هل ندم العراقيون على عهد صدام حسين؟
قال : سؤال محير لا أقدر أن اجيبك عنه ولكن بالنسبة الي فإن صلف صدام أفضل من حكام اليوم لقد حافظ على سيادة العراق ولم تتجرأ اي دولة علينا

 اليوم تنهبنا إيران وتمتص دمنا 

وتسرقنا الكويت 

وتركيا تمنع علينا الماء... ثم أشار باصبعه ونحن نعبر نهر دجلة وقال :
انظروا هناك إلى الماء هل لاحظتم قلته؟  لأن تركيا تبني سدودا لتستحوذ على كميات الماء نحن مهددون بالعطش
أنعطفنا يسارا لنمر بمقر اتحاد الكتاب العراقيين حيث انتصب الشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري يحيي المارين بابتسامه المعهودة وطاقية رأسه المميزة  التي وزعها اتحاد الكتاب العراقيين على كل الحاضرين في افتتاح مهرجان الجواهري الشعري في دورته الثانية عشر. 

تمثال الجواهري في مدخل اتحاد الكتاب الذي أسسه هو نفسه سنة 1946 رمزي ولكنه سيء النحت قيل أن شابا تبرع به وان هناك نية تتجه إلى تغييره. 
يتبع

تعليقات