هكذا وجدت بغداد (2)

بقلم : محمد المي

كالمارد المنهار الذي يصر على الوقوف على رجليه رغم الألم الذي ينهكه
عمارات شاهقة وطرقات مزدحمة وحرارة مرتفعة في الليل والنهار وكأن السعير على مقربة منك ، كثير من الأتربة والغبار والاوساخ ككل البلدان العربية.
في بغداد تكثر مدن الملاهي للأطفال والمساحات الكبرى للتبضع الذي لا ينقطع من الصباح إلى الليل.
بنيتها التحتية لم تتجدد منذ نهاية عهد صدام حسين وكل حانوت يبيع العرق تنتصب أمامه "برويطة " تبيع  اللبلاب وهذه الأكلة الشعبية عندهم تشبه اللبلابي التونسي بل لا تكاد تختلف عنه فقط نحن نضيف إليه البهارات والهريسة الحادة وهم يطبخونه مصحوبا بالكركم.
شارع السعدون يعج بالباعة والمطاعم وشارع محمد مهدي الجواهري وشارع ابي نواس فشارع المتنبي. ..الخ من أسماء الأدباء والكتاب كما أن الأحياء السكنية عندهم تحمل أسماء البلدان العربية كحي تونس وحي دمشق وحي القاهرة. .الخ .

النفس العروبي تشعر به في بغداد رغم تخلي عن العراق في عديد المناسبات. وإذا خالطت العراقيين تشعر بمكابرتهم واستعدادهم لقول نعم كأن المستحيل لاوجود له في قاموسهم فالعراقي منذ أزمنة التاريخ الغابر يشعر أنه خلق ليسود ولم يخلق ليكون عبدا أو تابعا. وربما هذا سبب انتشار ثقافة العنف في العراق أو لنقل هذا مايفسر اقتراب طبيعة العراقي من العنف حتى على مستوى القاموس اللغوي المستعمل. 
يتبع

منحوتة تقع بالقرب من نزل عشتار الشيراتون وشارع ابي نواس 
لاحظ الأوساخ 
امام مقر اتحاد الكتاب

تعليقات