وهل كنا ننتظر غير الهزيمة؟

بقلم : محمد المي

                             لا أحب كرة القدم ولا اتابع مقابلاتها في تونس أو خارجها ومع ذلك كنت انتظر فشل منتخبنا الوطني وعودته بخفي حنين نظرا لاعتقادي أن التقدم نسق متكامل كما أن التخلف نسق متكامل
                      
     نسب التقدم لا تقاس  بالتقدم الاقتصادي فقط بل أيضا بنسبة الجهل والأمية ونسبة الحاصلين على شهادة الباكالوريا  والشهائد العليا ومكانة جامعات تلك الدول بين الجامعات العالمية ...فنسبة النمو الديمغرافي ف...ف... لنتمكن بعد ذلك من تصنيف دولة من الدول والقول إن هذه الدولة متقدمة أو تسير نحو التقدم أو متخلفة
                         
      ومما لا يرقى إليه الشك أن بلادنا تنتمي إلى مجموعة الدول المتخلفة ولا داعي لتعديد مظاهر تخلفنا والتذكير بنسبة الأمية في بلا،دنا التي استقلت منذ عام 1956 وقمنا بثورة سنة 2011 فتصدرنا المرتبة الأولى في تصدير الإرهابيين على المستوى العالمي والمرتبة الرابعة عالميا في نسب الطلاق بين الأزواج وجامعاتنا خارج التصنيف العالمي و...و  . كل هذا لا يحتمل الخلاف بين اثنين فلماذا يستغرب البعض من عدم انتصارنا؟  في مقابلات كروية عالمية؟
                      
     هل يحب التونسي بلاده؟  هل تأخذه الغيرة على علمها ونشيدها الرسمي؟  ويعتز بالانتماء إلى ترابها؟  ...الخ لا أعتقد ذلك لأن من يتابع سلوك المواطن التونسي في معاملاته اليومية البسيطة يدرك أن هذا المواطن إلى كونه من المتخلفين حضاريا فهو من المتخلفين سلوكيا .
                        
    لذلك لست واهما ولا موهوما لأمني نفسي بانتصار فريقنا الوطني بل اعتبر ماوصل إليه المنتخب  اليوم جيد حيث أن اسم تونس تكرر في وسائل الإعلام الانجليزية والبلجيكية والاكيد أن هناك من أبناء تلك الشعوب من يسمع بدولة اسمها تونس للمرة الأولى وهذا وحده كاف.
                           
ولكن أذكياءونسعى إلى الاستفادة من الهزيمة لأنه لا أمل لنا إلا في الهزائم ولنشد أحزمة العمل والجد والعمل على الارتقاء ببعض ما يمكن أن يرتقي بنا ولنكف عن إيهام أنفسنا وايهام خلق الله باكذوبة الشعب التونسي العظيم.

تعليقات