الطريقة المثلى لمجابهة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي 2

بقلم : الناصر التومي

وكذّب الرضواني ادعاءاتهم بتحقيق الخلافة على نهج النبوة، وأن الخلافة التي ذكرها الرسول ستكون آخر الزمان عندما يبعث المهدي المنتظر في عهد نزول عيسى عليه السلام، وأن استعجال الخلافة الموحدة حاليا هو محض افتراء، فقد جعلوها تعلة لتحريك الشعوب للثورات على حكامهم ظلما وبهتانا، وأن الخلافة الواحدة على كامل الشعوب الإسلامي غير ملزمة  عكس ما يدعي الإخوان، وهم يفرضونها حتى يحكم مرشدهم العام كافة العالم الإسلامي، وإنما يمكن لكل قطر إسلامي أن يكون له خليفة لوحده أمير أو ملك أو رئيس جمهورية، فهو راعي مجموعة معينة في أرض لها حدود معينة مسؤول عليها أمام الله لا ينازعه أحد، ومن ينازعه الحكم بإسالة الدماء حق عليه القتل حسب حديث رسول الله.
وشرح الرضواني أن تحريم الخروج على الحكام ليس حماية للحكام الذين سيحاسبون حسابا عسيرا من قبل الله الذي واللاهم سواء في الدنيا والآخرة، بل الحكمة تجنيب الشعوب الفتن والقلاقل والإقتتال وسفك الدماء وتيتم الأطفال وترمل النساء وانتفاء الأمن واندثار ثروات الشعوب.
  صبح الثورات العربية لما اشتد الرضواني على الإخوان حتى في عهد مرسي، في البداية رغبوا في إسكاته بكل الوسائل فلم يفلحوا، كلف الإخوان جماعة النهضة بتونس بأن يمدوه بما يريد من المال (صك على بياض) كما جاء في أحد لقاءاته المباشرة على قناته فرفض، اقترحوا عليه إشهارا لا يوافق الشرع فرفضه، ولما تعبوا معه هددوه بالقتل فلم يذعن واستطاعوا أن يفتحوا براغي عجلات سيارته حتى يهلك فامتطى غيره السيارة وكاد الحادث ينهي حياته، وكذلك فعلوها مع الدكتور محمد الرضواني ابن أخيه الذي رباه عمه على مناهضة الإخوان فنجا.
لقد استطاع الرضواني بفضل تمسكه بالشرع القويم أن يسكت الإخوان فلا يناظرونه ولكن يفعلون ذلك بالدسائس والمكائد والتشويش عليه مثل الإدعاء بأنه يشتم المشايخ وكان جوابه أنه يفضح مشايخ الضلال حتى لا يواصلوا بث بدعهم إلى الشعوب، وقد بلغت قناته في مستوى المشاهدة أكثر من 50 مليونا، واستطاع إيقاظ الملايين من غفلة اتباعهم لجماعة الإخوان في كامل العالم العربي والإسلامي إما عن وعي أو عن غفلة، واصبحوا يميزون الشرعي من غيره، واستطاع هداية حتى من كانوا ضمن قيادات الإخوان فانسلخوا من التظيم، وأصبحوا يمدونه بأسرار الإخوان وطريقة تعاملهم السرية التي تكاد تكون مطابقة لطريقة الماسونية في جلب الأعضاء أو في طريقة التعامل.
ولما كان الرضواني يعتمد على مساعدات الجماهير السنية في تسويغ قناتيه من النايل سات فقد اضطر إلى إغلاق القناة الثانية مكرها وأبقى على الأولى وكل طاقم القناة يعملون بالمجان.
  وإن كان الإخوان المسلمون يكفرون  كل من لا يوافقهم على فكرهم، فإن الدكتور محمود الرضواني لا يكفرهم، لكنه يحملهم مسؤولية خراب العالم العربي والإسلامي، ومخالفة سنة رسول الله، واعتمادهم التربص والإعداد على الدوام لخطة تقويض العروش العربية والإسلامية ليحكموها ولو أدى إلى خرابها.
وأخيرا اقترح على الحكومة المصرية أن لا يرتقي أي داعية أو إمام منبر جامع أو مسجد إلا بعد أن يتبرأ من فكر حسن البنا الأخواني على الملأ، كما اقترح اعدام كل قيادات الإخوان للتخلص من فكرهم الفاسد وكذلك الذين قتلوا وأسالوا دماء رجال الجيش والأمن والأبرياء بتفجيراتهم العشوائية.
  وشن الرضواني على جامعة الأزهر الشريف التي تفريست بفكر الإخوان وتحدى شيخ الأزهر والمفتي وكبار ووزير الأوقاف وكبار رجال الدين أن يناظروه في شأنهم واعتبرهم خونة لأنهم لا يريدون توعية الشعب بفكر الإخوان الفاسد الذي لا يفرخ إلا الخوارج  من جماعة القاعدة والدواعش.
  لقد كتبت مرة  لعله في جريدة الوقائع عن وجوب محاربة الإخوان( النهضة) بالنسبة لنا وما تفرزه من خوارج دواعش بأن نتوخى محاربتهم بالوعي الفكري، فأغلبهم يعتقدون بما يفعلون فهم جهلة بالدين والشريعة، فإذا ما نشرنا الوعي بوسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمقروءة وعلى منابر المساجد النهج القويم الصحيح بدليل القرآن والسنة وخاصة في تحريم الخروج على الحكام التي يدعي الإخوان بأنها ضعيفة، وكذلك نفعل في السجون باستغلال أئمة دعاة يؤمنون بفكرة تحريم الخروج على الحكام ليبينوا لهؤلاء الخوارج فداحة ما يقومون به من سفك دماء المسلمين ظلما وعدوانا وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فلا شك سنصل إلى نتيجة، وقد استنكر بعضهم وهم العلمانيون هذا الرأي على اساس أن الدين هو الذي فرخ هذا الرهط من المجرمين، لكن العلمانيين بجهلهم الدين يخبطون خبط عشواء فيتطرفون هم أيضا فيرفضون كل شيء لأنهم يرفضون تعاليم الإسلام المقدسة الذي تحد من حريتهم المطلقة التي يحلمون بها، لكن عليهم الإعتقاد كما يريدون لكن ليعلموا أن هؤلاء الدواعش طاقتهم تشتعل كلما ظهر تنطع  من العلمانيين عن التعاليم الدينية مثل المساواة في الإرث ليس بالإيجابي بل باستعمال العنف، فإذا أقنعناهم أن الله هو المحاسب وليسوا هم، وأن الله هو الذي يولي وهو الذي يعزل، وأن دماء المسلم محرمة على المسلم وكذلك ماله وعرضه، وأن الحاكم وحده مسؤول عن هداية الناس وهو وحده الذي يحكّم الحدود والعقوبات وليس للفرد أو أي جماعة مهما أبدت من تقوى وورع، فبذلك نستطيع أن نكون جيلا محصنا من فكر الخوارج. إن هؤلاء الخوارج لن يعودوا إلى الجادة بنعتهم بالمتطرفين والمجرمين وإحداث الفتن والفساد والخراب، فعقيدهم المغلوطة قتل الثلثين لإصلاح الثلث، تخريب الأمة ثم إعادة بنائها من جديد حسب فكرهم الفاسد، ومن هذا الجانب الإعتقادي الفكري يجب إصلاحهم بتعليمهم الدين الصحيح بتفسير آيات التكفير على الوجه الصحيح، وما صح من الأحاديث التي تحرم دم المسلم والفساد حتى من أجل إقامة الشريعة، فإذا عدلت العقيدة التي في فكرهم إلى أصولها الأولى الصحيحة كسبته وأبعدته عن إخوان الشيطان.
ومع الأسف يتفق العلمانيون مع الإخوان في وجوبية الثورات على الحاكم  سواء كان مصلحا أو ظالما، العلمانيون بدعوى تحقيق الحرية والعدالة والحقوق التي ما اختلقتها الماسونية إلا لخراب مجتمعاتنا، أما الإخوان فللانقضاض على العروش وحكم العالم العربي والإسلامي بفكر حسن البنا وليس بالعقيدة الإسلامية التي تتمثل في تصديق الخبر وتنفيذ الأمر تيمة التعاليم الإلهية سواء التي جاءت بالقرآن أو بالسنة الصحيحة المطهرة.
إن تجربة محمود الرضواني آتت أكلها في وعي الجماهير بفكر الإخوان، وهو في نظري التجربة المثلى الضامنة لخروج أجيال شباب المسلمين بريئة من فيروس الإخوان بأن نعلمهم دينهم الصحيح وخاصة فيما يتعلق بوهم الخروج على الحكام، وبالتالي قتل رجال الجيش والأمن وكل أفراد الشعب الذين يتعاملون معهم.
وإني  بدوري أجدد الطلب بأن على البلاد أن لا تكتفي بمحاربة التطرف والإرهاب بواسطة الأجهزة الأمنية فقط، بل لا بد اعتراض هذا الفكر الفاسد قبل أن يستفحل في شبابنا بتحصينهم منه، ولن يتم ذلك بالتشدق بمحاربة الإرهاب دون خطة علمية مدروسة ولكن تكون هذه الخطة ناجعة وناجحة إلا بتوعية الأجيال بحقيقة الدين السمح، وفضح فكر الإخوان الفاسد الخارجي الذي قال فيهم رسولنا صلى الله عليه وسلم هم شر الخلق والخليقة، كلاب أهل النار، لو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد.
   وسواء عرضت وسائل إعلامنا محاضرات الرضواني في مناهضة الإخوان المنتشرة على ـ النت ـ وهو لا يمانع في ذلك ولا يطلب مقابلا، أو اختيار من لا ينتمون إلى هذا الفكر من أساتذة وأئمة لكشف فساده، ولو أنني أعلم أن جل أئمة مساجدنا على هذا الفكر، وفي نظري كما اقترح الرضواني على الحكومة المصرية بأن تقع غربلة أئمة المساجد فلا يرتقي منابرها إلا من يتبرأ من فكر حسن البنا، فيقع في بلادنا تطهير مساجدنا من هؤلاء الإخوان وتغييرهم بمن ينكر هذا الفكر الفاسد الذي من بداية بعثه قبل ثمانين سنة كان سرطانا في جسد الشعوب الإسلامية.
هذا لا بد أن تشمل الدروس التوعوية المدارس الثانوية والجامعات، وكذلك السجون حيث تنتقل عدوى الفيروس الإخواني من سجين إلى آخر بكل يسر، على أن يكون الدعاة مؤهلون بالعقيدة الصحيحة والفصاحة وملكة الإقناع، حتى يجابهون ذلك الفكر بدليل القرآن والسنة.

تعليقات