خسارات أنيقة

خسارات أنيقة 

 
بقلم : منذر العيني

نعود إذن من بعيدٍ

إلى نفسٍ غائرٍ في ملكوت البداية.

نقتاتُ ما طاب  من همسات العدول.

 فلا شيءَ ينبئنا بفتوحات هذا الإيابِ.

فقط سنعدّلُ أوتار غربتنا نحو ريحٍ

ستحملنا حيّةً خلفَ معنى الهزيمةِ.

كم هو صعبٌ تنفسّنا في مخيّلةٍ لا ترى الفرقَ  بينَ الصّحيح و بين الخطأْ.

ستقتاتُ من سعيها في آحتدامِ السّؤالِ

وتقتادني نحو معنى الأفولِ. 

نعودُ إذن من بعيدٍ

إلى عينِ هذا المكانِ.

لنشربَ من واقعيّةِ ماءِ الخيالِ

على صدإٍ كامن في الحياةِ.

هوالموتُ ينزاحُ من دفترِ الذّكرياتِ

يعيدُ لنا نشوةَ الخلقِ في طينِ هذا الغيابِ.

أما آنَ لي أن أرجّعَ وقعَ أناملهِ؟

أما آنَ لي أن أحيّنَ حسَّ براكينهِ في خضمِّ النزالِ؟

سنشربُ دفقَ دلالاتهِ في مرايا الجمادِ.

سنكسرُ حدّةَ هذا الشّرودِ

بعودتنا كعادتنا في جحيم آنتظاراتنا.

فكم كانَ صعبا تناثرنا مثلَ أوراقِ هذا الخريفِ على الطرقات.
 

 

نعودُ أخيرا إلى ماء جدولنا.

ستقتادنا الرّيحُ طيّعةً نحو بارِ المدينةِ

نرجمُ عنفَ الضياعِ بكأسينِ أوأكثر.

فلنا ما أضاعَ الأوائلُ من دفءِ ليلتهم

ولنا ما لنا من نماءِ العزيمةِ في ليلِ نكستنا

ولنا ما لنا من هيامِ القصيدةِ نحو شرودِ الأيائلِ في الرّيحِ.

لا شيءَ ينبئنا بفتوحاتنا

غيرُ ماءِ الغوايةِ في جدولِ الخطوِ

نحو عين الخليّةِ

نحوَ بارِ المدينةِ

نحو صدى آمرأةٍ لا تحبَّ الكثيرَ

وتقنع بالماءِ والخبزِ مأدبةً لعشاءِ الفقـير
........................................ 

تعليقات